من على فراش مقاومة المرض اللعين، كتبت المناضلة الراحلة في ريعان شبابها بشرى الشتواني، رسالة مؤثرة تنشرها جريدة le12.ma، وقد عصرت قلب كل من قرأها، وأبكتب كل من سمع بها.

*بشرى الشتواني

مساء القوة و الصمود ..لكل أحبتي أصدقائي رفاقي و عائلتي الصغيرة و الكبيرة، لأولادي ناجي و عهد و لروح القلب زوجي و لاخي و صديق قلبي ياسين….

حاولت أن امنع نفسي من كتابة اي شيء يتحرك بعقلي و وجداني كي لا أصعب الأمر علي و على كل عزيز و عزيزة ولكن لم أستطع فقد تعودت مشاركتكم كل شيء هنا في هذا الحائط منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة

والآن المحطة الأصعب جدا في حياة لم تمنحني أي شيء إلا و نازلتي عليهلم تعطني ابدا هدية مجانية، كنت في كل مرة اظفر بفرصة فرح او حب او انتصار الا وقد ادخلتني قسرا لحلبة ملاكمة شرسة ..

حتى مع المرض فمنذ ثلاث سنوات و انا اقاوم المرض اللعين الذي اختار اصلب منطقة في جسمي و استطونها قسرا….

لا استغرب فكل سرطان يريد استعمار بقعة ما يختار خطأ المكان العصي على الركوع و انا اختار جذع جمجمتي التي صلبتها الحياة و التجارب

كنت دائما اقول  انني سانتصر ..وفي سيرورة ثلاث سنوات من العلاج الذي لم ينقطع ابدا كنت اخرج منتصرة.. بتماسك عائلتي

أصدقاء صادقين تشبث بهم غربال الحياةو شرارة حب ملتهبة مع رفيق درب كان فرصة فرح حقيقية تشبثت بهاعن استحقاق مستحق….

غدا صباحا باكرا المواجهة الحاسمة لم يبق لي سوى مشرط البروفيسور المجاطي سلاحا و طمئنينتي أن الله لن يقدرلي سوى ما هو خير لي و لأحبتي، و إيماني بانني أقوى من المرض بكثير حتى و ان غيبني عن هاته الحياة  سواءا نهائياًاو جزئيا بعجز اطرافي عن الحركة فقد انتصرت بسمعة طيبة و أصدقاء متفانون و مدينة كل احيائها تعرفني و تحبني

قد يظهر هذا كثيراً على امرأة على أبواب الأربعين من عائلة كل حياتها عاشت تحت ظل ناكلوها حلال و حقنا عند الله..

لكني طماعة في كرم الله و رحمته و هو من زرع كل هاته المحبة في قلوب أناس لم يقوموا باي روتين يومي لهم سوى البحث عن طريقة لتوفير أكياس الدم لعمليتي و انا ممتنة لهم بحجم الأرض و السماء

غدا سأواجه الورم بمشرط البروفيسور المجاطي و إيماني القوي و دعوات أحبتي كلهم بدون استثناء

غدا قد أعود لقراءة تعليقاتكم و قد لا أقرأها لكنني أكيد ان في كل الأحوال انا منتصرة و مؤمنة و حامدة لله

اريد ان اقول لاخي ياسين أمام كل الناس انا متأكدة انك لن تترك أبنائي عرضة ليتم خاصة و انت تعرف علاقتي بهم لكني أوصيك خيرا بهم و خصوصا ناجي الذي لم يستطع أن يقول كلمة واحدة اليوم خوفا على صمام الأمان الوحيد الذي يملكه في هذا العالم

نعم من خلقه قادر بأن يحميه لكني أوصيك خيرا به و بعهد أيضا اعرفها لبيبة و تدخل كل القلوب دون استئذان لكنها مازالت طرية

غاني انت عوض الله لي على سنوات الحزن و خذلان القلب اقول لك لم تقصر يوما و ها انت اليوم تجلس وحيدا في غرفتنا تضع الفرضيات أمامك اقول لك  ان عدت سنعيش أجمل الايام معا و ان ترجلت عش عني الايام الجميلة وتذكرني بحب و فرح

اخواتي أقول لكن أحبكن جدا و انا قوية بكم أصدقائي ارجوكم لا تتوقفوا عن الدعوات و نلتقي جميعا قريبا ماما وبابا لا تقلقوا سنكون جميعا بخير

سامحوني إن اخطأت في حق اي كان و انا سامحت الكل دون استثناء محبات بحجم رحمة الله للجميع ….سانتصر

*تنويه .  الزميلة المناضلة بشرى الشتواني رحلت عنا بعد ساعات من كتابتها هذه التدوينة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات
  1. أرقدي بسلام فالنبلاء بأنسانيتهم لا يرحلون هم يوقدون شموعاً لنا تنير وحشة الايام والدروب والليالي
    محاربة ومناضلة وشجاعة حتى برحيلك
    لروحكِ السلام والذكر الطيب

  2. رحمها الله وتغمدها الله برحمته ومغفرته
    ندعو لها بالرحمة وندعو الله ان يصبر اهلها .

  3. رحمها الله برحمته الواسعة، كلمات تدل على طيبة صاحبتها، إنا لله وإنا إليه راجعون.