في مواقع التواصل الإجتماعي، كما في وسائل الاعلام، لاتزال قضية ظهور أسد متفرص في جبال الاطلس ضواحي خنيفرة حديث الراي العام في المغرب.

ورغم خروج السلطات المحلية و الغابوية ببلاغات رسمية تشكك في رواية عدد من سكان دواوير في خنيفرة، فالرأي العام لازال ينتظر الحقيقة.

للحديث عن هذا الموضوع، كان لقناة LE12TV الحوار التالي مع عزوز بلبشير ، الإطار المتقاعد من وزارة الفلاحة والمياة والغابات سابقا، والناشط الجمعوي المتخصص في قضايا حماية البيئة والثروة الحيوانية في المغرب، خاصة في المناطقة الجبلية والسهلية.

حوار -هشام الشواش

تحرير- إدريس كابيش

 

 بداية الحكاية

وبدأت تفاصيل هذا الموضوع، بعدما تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات “الفايسبوكية” حادث تعرض فتاة صغيرة كانت ترعى الغنم، لهجوم من قبل أسد قرب غابة دوار أيت بوخيو بالجماعة القروية أيت رحو، قبل أن يعتدي عليها حيوان ادعت أنه أسد.

وكانت الجماعة الترابية سبت أيت روحو، التابعة لدائرة أجلموس قيادة مولاي بوعزة بإقليم خنيفرة، قد نفت بشكل قاطع هجوم ما يعتقد أنه أسد الأطلس على إحدى راعيات الغنم، مفندة بذلك ما اعتبرته “شائعات” راجت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

هجوم ثاني

وعاد الجدل من جديد، حول ظهور أسد الأطلس المفترض بإحدى الغابات بمنطقة خنيفرة، بعدما جرى تسجيل هجوم جديد، استهدف مساء الأحد الماضي، ماشية بعض سكان المنطقة.

وتداول رواد مواقع التواصل في خنيفرة، حملة بحث واسعة إنطلقت الاثنين المنصرم، في الغابات المتاخمة لخنيفرة، وجماعة والماس جنوبا.

 وأضافت أن السلطة المحلية والدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة وعناصر المياه والغابات تشارك في هذه الحملة.

وقالت، إن وعورة تضاريس المنطقة التي تتميز المغارات والكهوف والغابات والاحراش، فضلا عن تدني مستويات درجة الحرارة، وتساقط الثلوج في بعض المناطق، عوامل من بين أخرى تقف حجرة عثراء أمام وصول مختلف المشاركين في حملات البحث الى حقيقة الحيوان الجائر، هل هو ذئب أم أسد ظهر من جديد في منطقة الاطلس بعد قرابة قرن على إنقراضه.

يذكر أن مصدر محلي أكد، إستعمال طائرة “الدرون”  في عملية البحث، على مستوى أطراف دوار امهروق  جماعة أجلموس، في خنيفرة المتاخم لجماعة والماس.

وكانت مصالح الوكالة الوطنية للمياه والغابات قد قادت حملات تمشيطية واسعة بتنسيق مع مختلف المتدخلين، من أجل الكشف عن حقيقة هذا الموضوع، دون وجود أي دلائل ملموسة على وجود أسد الأطلس بالمنطقة.

قطيات أم كلبييات

وخلال الثلاثاء الماضي، أكدت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، أن فرضية وقوع هجمات أسد بمناطق خنيفرة وولماس “تبقى مستبعدة”.

وأبرز بلاغ للوكالة أنه “على إثر تداول بعض الاخبار والشهادات حول ظهور حيوان بري بقبيلة أيت بوخيو بجماعة سبت أيت رحو بإقليم خنيفرة وبغابات تيفوغالين وبوقشمير بمنطقة ولماس، والذي يعتقد أن يكون أسد الاطلس، قامت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بالتعاون مع السلطات المحلية والدرك الملكي، بإطلاق حملة تمشيط واسعة لهذه المناطق للبحث عن هذا الحيوان والتأكد من صحة هذه الأنباء”.

وأوضح المصدر ذاته أن هذه الحملة تضمنت تمشيطا ميدانيا للمناطق التي بلغ عن مشاهدة هذا الحيوان بها وكذا المجاورة لها للبحث عن وجود آثار لهذا الحيوان وجمع معلومات من الساكنة بهذا الخصوص للقيام بتحليلها من طرف المختصين.

وتابع أنه ” تمت، خلال التحريات والأبحاث الميدانية، معاينة آثار الأقدام المكتشفة بهذه المناطق والتعرف عليها، حيث اعتبرها المختصون بأنها تعود إلى عائلة الكلبيات، ربما لأحد الكلاب أو لذئب شمال إفريقيا “.

وعلاوة على ذلك، يضيف البلاغ، “أظهر تشريح جثة خروف بولماس، والذي يفترض أنه تعرض لهجوم من قبل الأسد وفقا لشهادات محلية، أن علامات العضة لا تتطابق مع علامات عضة الأسد، على اعتبار أنها صغيرة نسبيا، مما يستبعد فرضية القطيات الكبيرة، ويرجح إلى حد ما فرضية الكلبيات”.

وأشار إلى أنه تم القيام أيضا بعملية تمشيط باستعمال طائرات مسيرة، وفق مخطط طيران يغطي الغابات المحاذية للمناطق التي شوهد بها الحيوان، “دون العثور أو ملاحظة أية أدلة لذلك”.

وأكد أنه “أخذا بعين الاعتبار كل هذه العناصر الملموسة في الميدان، فإن فرضية هجمات الأسد تبقى مستبعدة”.

وخلص إلى أن فرق الوكالة الوطنية للمياه والغابات ستواصل عمليات التمشيط الميداني، بحيث تظل يقظة ومنتبهة للتدخل والتفاعل مع أية مشاهدة لهذا الحيوان أو إخبار بذلك.

قبل قرن

يذكر أن آخر حديث عن أسد الأطلس يعود إلى سنوات الأربعينيات، حيث التقط المستعمرون حينها صورة له، قبل أن يتوارى عن الأنظار منذ ذلك الوقت، ليعود إلى الأضواء من جديد سنة 2022؛ بعد اكتشاف عظام أثرية له تعود إلى ما يفوق الـ100 ألف سنة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *