لم يمر تتويج المخرجة المغربية بجائزة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، دون أن يثير الكثير من قال والقيل، حوّل فيلمها المتوج، «كذب أبيض».

وفي هذا الاطار، ذهب البعض إلى زعم أن ثمة «سرقة فنية»، سقط فيها فيلم «كذب أبيض»، وان الضحية، هو فيلم «كمبودي».

عبد الكريم واكريم، كبير النقاد السنمائيين في المغرب، الذي كان في قلب مهرجان مراكش، خرج عن صمته وقال الحقيقة كان يؤمن بها.
وفي تدوينة له كتبت، «حيث قال أحدهم” وحيث “قالت ناقدة سينمائية” شكون هي الله أعلم( وقصده مقال تحدث عن مزاعم السرقة الفنية).

وأضاف وأكريم، «عموما فقد شاهدت الفيلمين وهنالك نقط إلتقاء ونقط ٱفتراق يتميز بها كل فيلم على حدة، ولم يبد لي أن هذا التشابه يمكن إدخاله في خانة السرقة الفنية».

وتابع،« إذ ليس كافيا كون أسماء المدير وظفت الدمى وأن الفيلمين يتناولان انتهاكات لحقوق الإنسان، لاتهامها بذلك…».

 

وقال «فيلم كذب أبيض مكون من لحظات وقصص حميمية تتعلق بمخرجته وأسرتها وهو فيلم ذاتي يضم رؤيتها..يكفي توظيفها الذكي لشخصية الجدة لكي يصبح فيلمها ذا أبعاد أخرى ليس لها أي علاقة بالفيلم الكامبودجي…».

وتساءل، «وإذا تركنا كل هذا جانبا فهل كل لجان التحكيم بمهرجانات دولية حقيقية التي شاهدت الفيلم ومنحته جوائز ليس بها أناس سينفيليون حقيقيون شاهدوا الفيلمين ورغم ذلك قرروا أن يتوجوا فيلم أسماء المدير؟ََ!».
يذكر الناقد عبد الكريم واكريم، سبق أن قال في حوار مع جريدة “الصباح”، إن فيلم “كذب أبيض” لأسماء المدير ، يستحق الأوسكار.

وفيما يلي حوار واكريم حوّل الموضوع مع «الصباح»، والذي أعدته الزميلة إيمان رديف.

من وجهة نظري ومن خلال مشاهدتي لفيلم “كذب أبيض” عبر رابط أرسلته لي مخرجته أسماء المدير، لأن الفيلم لم يعرض بعد في المغرب وسيعرض الشهر المقبل في القاعات، فإنه يستحق أن يمثل المغرب في هذا الموعد السينمائي العالمي المهم، بعد أن شارك في مهرجان “كان” ونال جائزتين مهمتين، وفي العديد من المهرجانات السينمائية العالمية المهمة الأخرى، وحصل في أغلبها على جوائز، وما هذا الإجماع العالمي حول هذا الفيلم، سوى دليل على أنه فيلم مهم. أظن أن لفيلم أسماء المدير حظوظا للذهاب بعيدا في إقصائيات أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وعلى الأقل للوصول إلى اللائحة القصيرة الأولى التي ستضم 15 فيلما، كما حصل السنة الماضية مع فيلم مريم التوزاني “أزرق القفطان».

 نعم، لفيلم “كذب أبيض حظوظ للذهاب بعيدا في منافسات الأوسكار، ولا أظنها ستكون مفاجأة، لأن الفيلم نال تنويهات من الصحافة والنقاد العالميين أينما حل وارتحل، وستسبقه سمعته وما كتب عن قيمته الفنية وجرأته في تناول تيمة حساسة.

حتى لو كانت هناك أفلام كان يمكن اختيارها لتمثيل المغرب في مسابقات الأوسكار، لأن هذه السنة عرفت إنتاج بضعة أفلام مغربية جيدة فنيا، يصعب القول إن اختيار فيلم “كذب أبيض” لم يكن في محله، مثل ما وقع خلال سنوات مضت، إذ أثار اختيار بعض الأفلام جدلا واحتجاجات لأنها أفلام ضعيفة ولا تستحق تمثيل المغرب.

في فيلم “كذب أبيض” تناولت أسماء المدير مخلفات سنوات الرصاص، خصوصا أحداث ما اصطلح عليه بـ”ثورة الخبز” أو “شهداء الكوميرا”، بداية الثمانينات من القرن الماضي، من خلال وجهة نظر شخصية وذاتية، مع مزج بين السيرة الذاتية والسيرة الجماعية، وإعادة تجسيد ما وقع، بشكل ذكي، واستعمال تماثيل ومجسمات مصغرة لإعادة تمثيل ما وقع. ويمكن الجزم أن هذا أهم فيلم مغربي تناول هذه التيمة إلى حدود هذه اللحظة، رغم أن هناك موجة ما سمي أفلام سنوات الرصاص التي رافقت لحظة ما اصطلح عليه ب”الإنصاف والمصالحة”، إلا أن هذا الفيلم يتفوق في تناوله الذكي على كل أفلام تلك الموجة بصدقه الفني وبعده الإنساني.

نعم، ربما قد يكون وصول فيلم “أزرق القفطان”، السنة الماضية، للائحة القصيرة الأولى لجوائز أوسكار أحسن فيلم أجنبي، حدثا مهما سيمكن السينما المغربية من الذهاب بعيدا أكثر من مرة في جوائز الأوسكار، وقد يصل فيلم مغربي قريبا ربما للائحة القصيرة الثانية والأخيرة، ولم لا قد ينال جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، لأن السينما المغربية أصبحت تنتج في السنوات الأخيرة أفلاما تستحق أن تتوج في أهم المحافل السينمائية العالمية بما فيها الأوسكار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *