هو مصطفى لطفي المنفلوطي المولود في بلدة منفلوط المصرية في 30 ديسمبر 1876 من أب مصري وأم تركية. 

كان والده قاضياً شرعياً لبلدته ونقيباً لاشرافها وزعيماً لأسرته

حفظ القرآن منذ حداثة سنه والتحق بالأزهر الشريف حيث أمضى عشر سنوات تلقى خلالها عن مشايخه ثقافه علمية واسعة , وبفضل حبه للأدب والأدباء

انصرف الى تحصيل ما أتيح له منه .. فلم يترك ساعة يخلو فيها بنفسه إلا أنصرف الى القراءة فاستطاع أن ينمي ذوقه الأدبي وأن يجمع ثثقافة أتاحت له الشهرة

التي بلغها في مجال الأدب .

في سنة 1907م , راح المنفلوطي يكتب أسبوعياً لجريدة ( المؤيد ) رسائله الأدبية التي وفرت له شهرة أدبية واسعة بفضل أسلوبها وبلاغة إنشائها .

مؤلفات المنفلوطي :

1- النظرات

2- في سبيل التاج

3- تحت ظلال الزيزفون ( ماجدولين )

4- الفضيلة ( بول وفرجيني )

5- الشاعر ( سبرانودي برجراك )

6- العبرات

7- أشعار ومنظومات رومانسية كتبها في بداية نشأته الأدبية

8- مختارات المنفلوطي .. وهي مختارات شعرية ونثرية انتقاها المنفلوطي

من أدب الأدباء العرب في مختلف العصور .

لاقت روايات المنفلوطي وكتبه الأدبية شهرة واسعة في جميع الأقطار العربية فطبعت مرات متعددة وتهافت الناس من كل الأعمار والأجناس على قراءتها .. لكن صاحبها لم يسلم من النقد ومن ألسنة النقاد وأقلامهم

إذ انقسم الناس حوله بين مؤيد ومعارض وهذا شأن جميع الكبار في ميادين

الأدب والفن والسياسة وغيرها .

أما الأديب اللبناني عمر فاخوري فكان أشد الناس قسوة على المنفلوطي فقد

قال : إن مذهبه الأدبي غامض وآراءه في صنعة الأدب مبهمة .

الى جانب هذا النقد الجارح اتفق مؤيدوه على ان انشاءه فريد في اسلوبه

وأن ما كتبه كان له الأثر الكبير في تهذيب الناشئة أخلاقاً ولغة وسلوكاً

فالدكتور طه حسين يقول إنه كان يترقب اليوم الذي تنشر فيه مقالات المنفلوطي

الأسبوعية في جريدة المؤيد ليحجز لنفسه نسخته منها وكان يقبل

على قراءتها بكل شغف .

وقد قال عنه العقاد إنه أول من أدخل المعنى والقصد في الإنشاء العربي .

ولقد أجمع الذين عرفوا المنفلوطي وعاشروه على أنه متحل بجميع الصفات التي كان يتكلم عنها كثيراً في رسائله وأن أدبه النفسي وكرم أخلاقه وسعة صدره وجود يده وأنفته وعزة نفسه وترفعه عن الدنايا وعطفه على المنكوبين والمساكين

ورقة طبعه ودقة ملاحظاته ولطف حديثه إنما هي بعينه كتبه ورسائله

لا تزيد ولا تنقص شيئاً .

وفاتـه :

لم يعمر المنفلوطي طويلاً .. فقد وافته المنية يوم الخميس 12 يوليو عام 1924

يوم جرت فيه محاولة اغتيال الزعيم سعد زغلول

حيث نجا من تلك المحاولة لكنه جرح جرحاً بليغاً فانشغل الناس بتلك الحادثة

ولم يلتفتوا كثيراً الى مأتم المنفلوطي كما ينبغي .

وحين أبلغ سعد زغلول بوفاة الأديب الكبير حزن عليه أعمق الحزن

وذرف عليه الدموع السخية

أما أحمد شوقي وحافظ ابراهيم فقد رثياه في مأتم مهيب أقيم له في وقت لاحق

ولحق بهما كثير من شعراء الأقطار العربية في العراق وسوريا ولبنان

فرثوه بأعذب الأشعار وأرق الكلمات .

عن مدونة( راحلون في الذاكرة )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *