هل ركوب أمواج هذه الأزمة هو خدمة لرفع المعاناة عن الناس أم هو مجرد قفزة رعناء من أناس خرجوا من التدبير العمومي بشهادة العجز والفشل.؟(غيات)

غيات
المفال بقلم . محمد غيات

تقتضي المسؤولية السياسية المبنية على الروح الوطنية الحقيقية التي تسمو عن الارتهان للسياسوية الفجة، الالتحام والوحدة وقول الحقيقة للناس في أوقات الأزمات وفي الفترات الصعبة من تاريخ الأمم والدول.

وليس الاستغلال الشعبوي للأزمات الاقتصادية والاجتماعية، والسباحة في موجة المُعادين للتماسك الوطني.

أجل، العالم كله في أزمة غير مسبوقة، والمغرب هو جزء من هذا العالم ويتعرض الى نفس ضغوطات غلاء الاسعار والتضخم وتضرر القدرة الشرائية لغالبية المواطنين، بكل مستوياتهم.

فهل التكتل خلف الميكروفونات ولبلاغات الحزبية التي تؤجج الوضع وتذكي الفتن سلوك رشيد من مؤسسة سياسية تنتمي الى المعارضة تريد حيازة مكاسب سياسية خسرتها عبر صناديق الاقتراع؟.

هل ركوب أمواج هذه الأزمة هو خدمة لرفع المعاناة  عن الناس أم هو مجرد قفزة رعناء من أناس خرجوا من التدبير العمومي بشهادة العجز والفشل.؟

هل شحذ معاول الهدم والتشكيك في مصداقية المؤسسات وفي عمل المدبر العمومي، كفيل برفع الازمة عن البلاد والعباد واخراج الدولة والمجتمع من هذا الوضع الصعب!!.

 لا أظن، اللهم ان كانت فئة من المكونات السياسية قد صارت عاقر في إنتاج خطاب صادق والرقي بالنقاش العمومي، وأدركت أن رصيدها إنتهى ولم يعد من حل لاستمالة الرأي العام سوى تبخيس عمل الدولة لمواجهة معاناة هذه الاوقات الصعبة.

لكن، وبحكم التاريخ المديد لهذه الأمة العظيمة، سوف تظل هذه الأزمة مجرد سحابة صيف عابرة واحداث يتكلم عنها المؤرخون، ولن تنال من مسار بلدٍ اختار الانعتاق من التخلف الاجتماعي والتأخر الاقتصادي، وهذه الأزمة لن تكون إلا تحدي جديد للمزيد من العمل والتغيير.

*رئيس الفريق النيابي لحزب الأحرار في مجلس النواب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *