“فلتجعلوها قنوات وطنية رأسمالية إشهارية، واتركونا في هجرتنا إلى ما هاجرنا إليه، إلى أن نجد أحفادنا قد نسوا لغة بلادهم وتاريخها وهويتهم وانحازوا الى قضايا من الشرق أو الغرب”… عتيق بنشيكر .

خلال الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم، استطاع المشاهد المغربي،  من تكوين فكرة سلبية عن مضمون برامج رمضان التي تبث على القنوات المغربية.

ووجدت القنوات الوطنية نفسها وسط موجة غضب وسخرية عارمين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أجمع النشطاء المغاربة على أن العنوان الأبرز للإنتاجات الرمضانية هو: “الحموضة والرداءة“.

وفي هذا الصدد قال الإعلامي عتيق بنشيكر في تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، “هل بقي فينا شيء من الصبر؟ هل ما زالت فينا قدرة أو جرعة صغيرة من التحمل؟“.

وأضاف مقدم برنامج قهيوة ولا أتاي على قناة شدى، “لا تتصورا كم حجم الإهانة والاستهتار الذي أحس به كلما وجدت أمامي طريقا مسدودا، حين أريد النجاة بنفسي وبعقلي وبهويتي وبأهلي وعشيرتي ووطني من قنواتنا التلفزيونية الوطنية ساعة الإفطار.. أين المفر؟“.

وتابع بنشيكر، “إلى المشرق؟ حيث منسوب الإحترام أعلى، لكن ينقصها شيء من بلدي، أم إلى الغرب؟ حيث الإبهار، ووفرة الإختيار، لكن لا أجد وجداني هناك، ولا أفراحي وأحزاني، لم يبق شيء أمامي أهرب فيه من قنوات وطني إلا الرياضة أو النت“.

 وتساءل بنشيكر، “لماذا يصرون على تحييدنا من ذواتنا ومن دون حياد ولا حياء؟ لماذا ينزعون عنا هويتنا الجامعة من شاشات مائعة غير ماتعة، أنسونا من بالهم، أم استبعدونا من حساباتهم؟”، مضيفا، “اذن إلى من يتوجهون ؟ وعم يتساءلون!؟ وممن ؟ وماذا يستفيدون؟؟

وأردف مقدم برنامج “مسار” الذي يكرم الوجوه البارزة في مختلف الميادين في الساحة الوطنية، “إن تعللوا بجمال الصورة ، فهي فعلاً جميلة، وان تباهوا بالديكورات فهي بهية- اذن ماذا ينقص مسلسلاتهم التي يسلسلوننا بها كل ليلة؟.. ينقصها ايها المدراء والمسؤولون، والذين يظنون أننا مغفلون، ولا نفقه فيما تفرضون علينا من حمق وسخف وجنون، ينقصها المضمون نعم المضمون ، مسلسلاتكم فارغة ، حوار فارغ ، قصص فارغة ، كلام فارغ …. فراغ في فراغ المملوء عندكم هو الاشهار.

وتابع، “فلتجعلوها قنوات وطنية رأسمالية إشهارية، واتركونا في هجرتنا إلى ما هاجرنا إليه، إلى أن نجد أحفادنا قد نسوا لغة بلادهم وتاريخها وهويتهم وانحازوا الى قضايا من الشرق أو الغرب…”.

وخلص الى القول “اقترب لأبناءنا ان يصيروا أجانب وغرباء عن أوطانهم  داخل أوطانهم.

منهيا تدوينته بسؤال استنكاري جاء فيه “متى يتحرر إعلامنا المرئي من هذا الاحتلال الغاشم؟”. على حد تعبيره.

كاريكاتير عبد الله الدرقاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *