أكدت أمينة بنخضراء، رئيسة الفيدرالية الوطنية للمرأة، أنه على مدى العقدین الماضیین، بدأ المغرب إصلاحات واسعة النطاق وبعیدة المدى في مجال المساواة بین الجنسین في مختلف المستویات، سواء التشریعیة، المؤسساتیة، السیاسیة والاجتماعیة.

وأوضحت بنخضراء في كلمتها خلال فعاليات القمة الثانية للفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية المنعقدة، اليوم السبت بمراكش، أن المغرب اكتسب منذ سنوات تجربة مھمة في تعزیز حقوق المرأة، بفضل السیاسة المستنیرة للملك محمد السادس، الذي عمل منذ اعتلائه العرش، على تعزیز مكانة المرأة المغربیة في مختلف المیادین والقطاعات، مؤكدة في نفس الوقت على ضرورة مواجهة التحديات.

أما على المستوى التشریعي، تضيف رئيسة الفيدرالية، تم تحقیق مجموعة من الإنجازات تهم المصادقة على مدونة الأسرة (2004)، التي شكلت خطوة كبیرة في التماسك الأسري وإنصاف المرأة ببلادنا، وقانون قانون الجنسیة (2007)، والدستور الجدید (2011) الذي كرس المساواة الكاملة بین المرأة والرجل، وقانون المساواة (2017) حیث تم تأسیس ھیئة المساواة ومكافحة جمیع أشكال التمییز.

إضافة إلى القانون 103-13 لمكافحة العنف ضد المرأة (2018)، وقانون الانتخابات سنة 2016-2021، ثم ولوج المرأة لمھنة العدول (2018) بفضل السیاسة الرشیدة لصاحب الجلالة، إضافة إلى مصادقة المملكة على مجموعة من الاتفاقیات الدولیة نذكر منھا، المیثاق الدولي المرتبط بالقوانین المدنیة والسیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة بتاریخ 3 ماي 1979، واتفاقیة “سیداو” المتعلقة بالقضاء على جمیع أشكال التمییز تجاه المرأة .

أما على المستوى الحكومي، أشارت بنخضراء إلى أنه تم تنفیذ سلسلة من البرامج والمخططات لتحسین وضعیة المرأة، على غرار المبادرة الوطنیة للتنمیة البشریة (2005 )، وخطة “إدماج” (2006 )، وبرنامج “من أجلك” (2013)، وصنادیق الضمان “إلیك” (2014)، وبرنامج “أوراش” و “فرصة” (2022).

أما بخصوص المشاركة السیاسیة، تضيف المتحدثة نفسها، فقد عرفت تمثیلیة المرأة تطور في البرلمان المغربي، ومجالس الجھات، ومجالس العمالات والأقالیم وكذلك مجالس الجماعات والمقاطعات حیث أن نسبة المشاركة النسائیة تراوحت ما بین 24 و38.%

وتابعت “سواء كانت المجالات تتعلق بالسیاسة أو الاقتصاد أو المجتمع أو الثقافة أو الریاضة أو غیرھم، فإن المرأة المغربیة حاضرة بقوة وتساھم بفعالیة في بناء مجتمع حدیث ومزدھر.”

 وعلى الرغم من كل هذه الإنجازات والمكتسبات، أكدت بنخضراء أنه لا تزال ھناك العدید من التحدیات التي یجب مواجھتھا خصوصا في الظرفیة الحالیة المتمیزة بالتقلبات الدولیة،مضيفة: “فرغم النجاح الذي حققته المرأة المغربیة، لازالت ھناك العدید من التحدیات في عدة مجالات كمدونة الاسرة، القانون الجنائي، قانون محاربة العنف ضد النساء”.

فعلى مستوى التربیة والتعلیم، أوضحت بنخضراء أنه على الرغم من المعدل المرتفع لتعمیم التعلیم الابتدائي، لا تزال أوجه عدم المساواة قائمة في الوصول إلى التعلیم، لاسیما في المناطق القرویة بسبب الفقر وبعد المدرسة عن السكن والزواج المبكر للفتیات.

وبخصوص الوصول إلى مراتب المسؤولیة، أبرزت بنخضراء أن ھناك تمییز بین الرجل والمرأة مع وجود فجوة كبیرة بین معدل تأنیث الإدارة العامة (حوالي 40 (%ومعدل تأنیث مناصب المسؤولیة (حوالي 15 %فقط).