من على سرير الإستشفاء بمستشفى فاس، كتب الأستاذ عبد الوافي الفضمي، قصة رعب تيهه أيام ( الاحدا لاثتنين، الثلاثاء) في مجاهل جبل المعسكر في أعالي تونفيت الباردة، وكيف رأى الموت وبات ليلته مفترشا الثلوج وملتحفا السماء وهو يأن تحت وطأة الإصابة بكسور عدة.

 إليكم الرسالة الكاملة للأستاذ عبد الوافي الفضمي.

لقد رأيت الموت بأم عيني مباشرة بعد أن تدحرجت من قمة جبل المعسكر، محولا بياض الثلج إلى بساط أحمر بسبب كثرة الدماء التي كانت تنزف من رأسي.

 ولما بدأ وعيي يغيب، علمت أنها الموت وسلمت الروح بعدما أضحت الرؤية غير واضحة إطلاقا وتأسفت كثيرا على حال جثتي التي ستبقى عالقة في القمة تغمرها الثلوج.

وبعدها بلحظات فتحت عيني، فبدت لي النجوم متلألئة في علياء السماء فأدركت حينها أن لطف الله كبير ولا حدود له، فهو خالقي، وخالق شاهق الجبال وخالق كل شيء، وبمقدوره أن يوقف كل قوانين العلم فيبقيني حيا.

 لقد تذكرت قوله تعالى (اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) صدق الله العظيم فتوسدت الثلوج ونمت نوما هنيئا في ليلة حالكة شديدة البرودة غير خائف يحميني رب الكون.

متطوع يكشف حقائق عثوره على الأستاذ المفقود في جبل المعسكر بميدلت

 

 

 لأبدأ في صباح اليوم الموالي رحلة الزحف على فخذي من منتصف الجبل إلى سفحه، حيث وصلت إلى هذا الأخير عند مغيب الشمس وتكومت هناك عند صخرة كي أنام من دون أكل ولا شرب.

 ولهذا لا يسعني إلا أن أشكر كل الذين وقفوا بجنبي في هذه المحنة العصيبة بدءا بزوجتي، وساكنة تونفيت الذين ظلوا وباتوا يبحثون عني ليل نهار إلى أن وجدوني في الرمق الأخير من حياتي.

 مرورا بموظفي وزارة الداخلية وعلى رأسهم السيد عامل إقليم ميدلت، والسطلة المحلية بجماعة تونفيت، والدرك الملكي، والوقاية المدنية، والقوات المساعدة، فضلا عن موظفي وزارة التعليم وعلى رأسهم السيد المدير الإقليمي بميدلت، والسيد مدير ثانوية عبد المومن التأهيلية بتونفيت، وزملائي الأساتذة والأستاذات والإدارة التربوية للمؤسسة وتلامذتنا الأعزاء، وعائلتي وكل من تضامن معي من قريب أو بعيد.

وادعولي بالشفاء العاجل فأنا لا أزال أخضع لعمليات جراحية على مستوى الكسور.

عبدالوافي_الفضمي من على سرير مستشفى فاس

بقلم زوجتي ، بتاريخ الخميس 29 ديسمبر 2022.

عن الأستاذ عبد الوافي الفضمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *