من باب المغاربة إلى الباب الفيتنامي.. ملحمة أسر مغربيةـ فيتنامية بدوار الشينوا

تم أمس الخميس بدوار الصفاري، قرب سيدي يحيى الغرب والتابع ترابيا لإقليم القنيطرة، تدشين نصب تذكاري “الباب الفيتنامي”، ليحمل “دوار الشينوا” رسميا اسم القرية الفيتنامية، وذلك بحضور عدد من السفراء والشخصيات المدنية والعسكرية.

ويمثل النصب بابا تقليديا لقرية فيتنامية، بني بالبلاط وزين بزخارف تنين، تم استقدامها من فيتنام وأنماط منحوتة بالحجر من قبل حرفيين في منطقة تازة.

وكتبت على الباب جملتان تعبران عن مشاعر أسر مغربيةـ فيتنامية، وتجسدان لحنينها لبلدها الأم التي هي الفيتنام، داعيتين إلى تعميق روابط الصداقة بين البلدين.

ويأتي إقامة هذا النصب بدوار السفاري الواقع بجماعة عامر السفلية، بمبادرة من سفارة الفيتنام بالرباط، احتفاء بالصداقة بين الرباط وهانوي، وتزامنا مع العيد الوطني الـ77 للفيتنام.

وبالمناسبة، استحضرت سفيرة الجمهورية الاشتراكية للفيتنام بالمغرب دانغ تهي تهو ها العديد من الجنود المغاربة الذين فروا من جيش الاستعمار وقاتلوا إلى جانب الفيتناميين، ليساهموا في تحرير بلادها.

ومن جهته، رحب المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري الذي يرأس جمعية الصداقة المغربيةـ الفيتنامية، بإقامة هذا النصب بدوار السفاري على غرار “باب المغرب” المقام في باقي بشمال العاصمة هانوي.

وأوضح الكثيري أن النصب الجديد يهدف إلى صيانة وتثمين الذاكرة التاريخية للبلدين، وإبراز تقاسم الماضي المشترك في الكفاح والتضحيات من أجل التحرير والانعتاق من ربقة الاستعمار.

وعبرت رحمة علام وهي مغربية ازدادت في الفيتنام قبل أن تلتحق بأسرتها الصغيرة بوطنها الأم، عن سعادتها بهذا الاحتفاء الذي سمح لـ80 أسرة مغربيةـ فيتنامية مقيمة بالمملكة باللقاء فيما بينها.

وصرحت للصحافة “ازددت في الفيتنام، وهذا الباب يقرب بعضنا من بعض“.

ودوار السفاري المعروف كذلك بالقرية الفيتنامية، كان مشكلا في الأصل من سبعة أسر مغربيةـ فينتنامية لجنود مغاربة حاربوا من أجل الفيتنام وتزوجوا بنساء فيتناميات.

وقد تم ترحيلهم بأمر من جلالة المغفور له الحسن الثاني، حيث منحت لهم أراضي فلاحية بإقليم القنيطرة.

*قصة جنود وطنيون، مغاربة ابطال، عائدون من معارك الفيتنام إلى أرض الوطن:

ففي سنة 1972 حطت بالقاعدة العسكرية بالقنيطرة، طائرة عسكرية، محملة بثمانين اسرة فيتنامية، ذات الأصول المغربية من جهة الأب، وخيرت مابين العمل في المصانع او المجال الفلاحي، واختارت سبع أسر الاستيطان في منطقة الغرب “دوار اصفاري” وذلك لارتباطها القوي بالمجال الفلاحي.

وشكلت هذه الأسر نواة تجمع قروي فلاحي، ونظرا للتشابه في الملامح الآسيوية، فقد أطلقت الساكنة على هذه الأسر ومكان تجمعهم “دوار الشينوا” وهم في الحقيقة فيتناميون مغاربة من جهة الأب.

وتعود العلاقات بين الشعبين إلى الحرب الهند الصينية (1946-1954) عندما انخرط الجنود المغاربة الشباب، المجندون آنذاك ضمن القوة الاستعمارية الفرنسية، قبل أن ينضموا إلى (جبهة استقلال فيتنام) بقيادة هو تشي مينه.

وحينما علم هؤلاء الجنود المغاربة، بما تقوم به القوات الاستعمارية من تنكيل وقمع وقتل في حق الشعب المغربي، وتطاولها على الأسرة الملكية، فرت مجموعات من صفوف القوات الاستعمارية الفرنسية، وانضمت إلى صفوف الثوار الفيتناميين، وحاربت بجانبهم.

ووظف الزعماء الفيتناميون دعاية مكثفة، وتوعية في صفوف الجنود المغاربة، وبما تقوم القوات الاستعمارية الفرنسية من تجاوزات بالمغرب، وأن الجيوش الفرنسية، عدو مشترك.

*انصهار في صفوف الشعب الفيتنامي واندماج كلي ومصاهرة:

واحتضنت الدولة الفيتنامية هؤلاء الجنود المغاربة الذين حاربوا في صفوفها جنبا إلى جنب، وابلوا البلاء الحسن في معركة “ديان بيان فو” تحت قيادة الجينرال القائد “جياب” في 07 يونيو 1954.

وانتصرت فيها القوات الفيتنامية على الجيش الفرنسي مدعما بقوى وحلفاء أوروبيين.

ونظرا لتواجدهم واندماجهم وسط الشعب الفيتنامي، تزوج هؤلاء الجنود بفيتناميات، فشكلوا بهذا، أسرا بزيجة فيتنامية- مغربية .

وشيد الجنود المغاربة هناك في منطقة “بافي ها طاي” “Bavi Ha Tay” شمال العاصمة” هانوي”، “باب المغاربة” على نمط باب السفراء بالرباط وباب بوجلود بفاس، وبنفس الزخرفة والطابع الهندسي المعماري المغربي.

بطاقة تعريفية بالعائلات المغربية -الفيتنامية المستقرة بالقرية الفيتنامية (الصفاري) سيدي يحيى الغرب:

1- احمد الراجي (رحمه الله)

زوجته الفيتنامية: Nguyen thi Kimlane

عدد الاولاد:(07)

2- العويفي الجيلالي (رحمه الله)

زوجته الفيتنامية: Nguyen thi oc

عدد الاطفال: (07)

3-خربوش بوسلهام (رحمه الله)

زوجته الفيتنامية: Bac mouan

عدد الأطفال: (07)

4-الحاتيمي ميلود(رحمه الله)

زوجته الفيتنامية: Nguyen thi boc