كان لي شرف التعليق المباشر على مباراة المنتخب المغربي أمام نظيره الجورجي في لحظة واحدة، هكذا رد ربما محمد التوتجر المعلق الرياضي القيدوم من حيث لا يدري وهو يؤدي مهمته الإعلامية، على من كانوا يجلدونه في مواقع التواصل الاجتماعي، فقط لأنه لم يثقب آذانهم بالزعيق.

 التويجري المعلق الرياضي الإذاعي، الذي يجر من ورائه عقودا من العمل المهني، وجد نفسه، أمام مهمة التعليق الثلاثي على المباراة الواحدة، لفائدة مختلف محطات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية.

لقد قررت إدارة الشركة، أن يتكلف معلق واحد بهذه المهمة، لأسباب تعرفها هي، فلم يفر الزميل التويجر من الواجب، بل قام بالتعليق لفائدة الإذاعة الوطنية، ونُقل تعليقه مع الصورة عبر القنوات التلفزية.

 وطبيعي، أن تجد تعليقات الناس مختلفة بين من تابع أداء المعلق الرياضي عبر المذياع وبين من تابع ذلك عبر التلفاز، وبين حتى من واكب المباراة عبر التلفزة نفسها.

ان أذن السامع للراديو، إعتادت على هكذا تعليق بدون زعيق من الزميل التويجر وعدد من زملائه الاساتذة كالزميل حميد الزموري وغيرهم من الرواد.

تعليق رزين، يغطي على غياب سلطة الصورة، بغزارة المعلومة، ودقت الوصف، والمهنية العالية.

إنهم يرسمون صورة المباراة في مخيلة المتلقي عبر الوصف الرياضي، لذلك لم يكن أي هجم على الواصف الرياضي بقدر ما كان الثناء على حسن الأداء.

بالمقابل، إستل جمهور التعليق التلفزيوني الصاخب القادم من الشرق، في الزمن الصاخب والحياة الصاخبة والموسيقى الصاخبة، سياط جلد الزميل التويجر فقط لأنه “ماسارطتش زمارة” التعليق الرياضي الصاخب، لإرضاء هواة الصخابة.

مقبول الى حد ما، ما عبر عنه عدد من أبناء جيل “طانكة” في الأذن، و “سروال جينز ممزق”، وطاطوطاج في العنق وما تظنون، لأنهم ربما يبقون من جمهور العوام، وضحايا موجهة زمن المعلق الهرناطي.

 لكن ما ليس مقبولا هو أن يأتي الطعن في أداء الزميل التويجر من زملاء له في المهنة من داخل دار البريهي، التي فقدت للأسف عراها الاسرية.

ما معنى، أن ينخرط تلفزيوني ومدرس لمهنة الصحافة ونقابي وسياسي وووو.. الى جوقة العوام ويتقاسم مع الناس منشورا لتغيير وجهة متابعة المباراة على قناة منافسة.

هل أصبح هذا الزميل، مناصرا للتعليق الكروي الصاخب الذي يعتقد البعض أنه جزء من الفرجوية الشعبوية…؟.

إذا كان الأمر كذلك، فالتعليق الرياضي الذي هو من صميم العمل الصحفي الرياضي، وما كان يوما لا أكاديميا ولا عرفيا،  العمل الصحفي مصدرا للفرجوية الشعبوية، لأن المعلق الرياضي. ما شي حلايقي.

في خضم هذا الموج العاتي من غضب هواة الصخب العالي على زميلنا التويجر المعلق الإذاعي، لم يكن المشهد كله صاخبا.

لقد برق هناك على شاطئ العقلاء وميض رضا طيف من الجمهور، تجاه وصف رياضي، حفظ متعة استمتاع الروح قبل العين والاذن.. وهذا هو المهم.

 لذلك على الزميل التويجر  ونحن معه، أن يفخر بأنه لازال من بين المغاربة ذواقة .

حظ سعيد للمنتخب المغربي في كأس العالم قطر 2022.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *