يتحدث الناشط المدني والحقوقي  والباحث في الثقافة الأمازيغية أحمد عصيد، في الحوار التالي، عن الأسباب التي جعلت حزب العدالة والتنمية يواصل سلسلة هزائمه الانتخابية.

وذلك على ضوء النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الجزئية الأخيرة التي جرت في بعض الدوائر الانتخابية، والتي لم يظفر فيها (البيجيدي) بأي مقعد.

حوار: جمال بورفيسي

ربما من أبرز الخلاصات التي يمكن أن نستنتجها بعد إجراء الانتخابات الجزئية في عدد من الدوائر الانتخابية، يوم 29  شتنبر، توالي هزائم حزب العدالة والتنمية الذي لم يفز بأي مقعد نيابي، ما رأيكم؟

استمرار هزائم البيجيدي أمر طبيعي لأنه في وضعية انهيار لهياكله ولم يقض بعد، الوقت اللازم للخروج من أزمته..

ما السبب؟

السبب في ذلك وقوع نوع من الشتات في قواعده مع مغادرة العديد من الأطر لصفوفه من جهة.

ووقوع البعض الآخر في فتور وبرود بسبب الهزيمة السابقة.

فقوة الحزب سابقا صارت هي نقطة ضعفه، وهي القدرة على التحرك في الميدان، وممارسة سياسة القرب والعمل الخيري الاجتماعي.

وهي كلها أمور علاوة على انعدام من يقوم بها بسبب غياب الحماس والإرادة، هناك انقطاع التدفق المالي، الذي كانت جمعيات الحزب تستفيد منه، سواء التمويل القطري والسعودي للتنظيمات الإخوانية عبر العالم أو التمويل الحكومي الداخلي الذي لم يعد ممكنا بعد مغادرة الحزب للحكومة.

يلاحظ ، كذلك، أن الحزب عانى خلافات داخلية احتدت بعد استحقاقات ثامن شتنبر 2021, أليس كذلك؟

تماما،  لا ينبغي أن ننسى عاملا أساسيا في إضعاف الحزب وهو الانقسام الداخلي الذي تسبب فيه بنكيران بعد إبعاده سنة 2016 والإتيان بالعثماني.

وهو الانقسام الذي ترسخ بتوليه الرئاسة، حيث لم يستطع بأسلوبه القديم تجديد خطاب الحزب وإنعاشه وإعادة الثقة إلى منخرطيه.

ويمكن إضافة إلى ما أسلفناه، اعتبار نظرة الناخبين لحزب العدالة والتنمية، والتي هي من ترسبات التجربة السابقة، عاملا لاستمرار الفشل، حيث لا يمكن أن تتغير تلك النظرة بين عشية وضحاها.

وهي نظرة تعتبر حزب المصباح حاليا حزبا ضعيفا يحتل الصفوف الخلفية ولا يمكن الاعتماد عليه في قضاء الحاجات والأغراض المختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *