انطلقت قبل قليل بمدينة الدار البيضاء أشغال المؤتمر الوطني السادس لحزب الاتحاد الدستوري، وسط انتظارات ورهانات  كبيرة تتعلق بتجديد أجهزة الحزب، بدء من القيادة، وضخ دينامية جديدة في التنظيم.

ويبقى الرهان الأساسي للمؤتمر هو انتخاب زعامة  جديدة مؤهلة لقيادة الحزب للمرحلة المقبلة.

قيادة قوية وكاريزمية قادرة على إعادة التوازن إلى الحزب الذي ظل يعاني الشلل في هياكله وضعفا في أداته التنظيمية، ويراكم الفشل تلو الفشل  على  المستوى الانتخابي..مما خلق أجواء من الاحتقان داخل التنظيم.

رسميا، أعلن قياديان عن ترشحهما للزعامة.

ويتعلق الأمر بالحسن عبيابة أكاديمي مغربي وعضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري.

والشاوي بلعسال، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس جماعة مولاي بوسلهام.

ويراهن الحسن عبيابة على الزعامة الحزبية لإخراج الحزب من الركود المزمن الذي عانه لفترة طويلة.

فهو يطمح إلى النجاح في ما أخفق فيه محمد ساجد، أي تحقيق التوافق حول شخصه داخل التنظيم، والعمل على إعادة الاعتبار للحزب .

عبيابة الذي  سبق أن شغل منصب وزير الثقافة والشباب والرياضة  الناطق الرسمي باسم الحكومة في عهد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الثانية من 9 أكتوبر 2019 إلى 7 أبريل 2020، قبل  أن يتم إعفائه من مهامه الوزارية، يمتلك خبرة طويلة في العمل الحزبي، وله دراية بالاختلالات التي يعانيها الحزب الدستوري.

ولذلك، فإن عددا كبيرا من القيادات الدستورية تراهن عليه لإعطاء انطلاقة جديدة  للاتحاد الدستوري.

مهما كان الإسم الذي سيخلف  محمد ساجد  على رأس التنظيم، فإن الزعيم الجديد المفترض  أمامه تحديات كبرى  للنهوض بالحزب الذي أسسه الزعيم الراحل المعطي بوعبيد سنة 1983.

أول هذه التحديات إعادة القوة السياسية والانتخابية للحزب الذي راكم الخيبات الانتخابية في العقدين الماضيين، وأصبح يحتل مراكز متأخرة في المشهد الانتخابي الوطني.

بعد الفترة الذهبية للثمانينيات والتسعينيات، حيث دأب الحزب على احتلال المراكز الأولى في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، تراجع الحزب إلى الوراء وتحول إلى رقم ضعيف في الحقل السياسي.

تجلى ذلك في حصول الحزب على 18 مقعد نيابي فقط في الانتخابات التشريعية لثامن شتنبر.

لكن الأخطر من المسألة الانتخابية هو  غياب الحزب عن الحياة السياسية: فلا ذكر له ولا كلمة تجاه الأحداث التي تعيشها البلاد، ولا ذكر لأجهزته وتنظيماته الموازية.

فالحزب يعيش موتا سريريا حقيقيا.

كيف يعقل أن يعيش البيت الداخلي لحزب الاتحاد الدستوري حالة من الجمود لا مثيل له حتى داخل التنظيمات التي تصنف ضمن خانة الأحزاب الصغرى؟ وهل من المعقول أن تعيش كل تنظيماته حالة من الجمود والشلل؟

إن التحديات المطروحة أمام “الحصان” كبيرة جدا وتحتاج إلى نقاش داخلي معمق.

الحزب في حاجة إلى حوار داخلي لبلورة خارطة طريق جديدة  لعمل الحزب.

خارطة طريق جديدة تضع حدًا للتيهان الذي يعيشه الحزب منذ عقدين من الزمن.

الحزب في حاجة إلى قيادة جديدة قادرة على بلورة مشروع سياسي جديد ومبتكر للتنظيم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *