جمال اسطيفي

ملف عبد الرزاق حمد الله يحتاج إلى تعامل خاص، وما تطاير من شظايا بعد مباراة أمس أمام غامبيا، وخصوصا ما بدر من فيصل فجر تجاه اللاعب يكشف، بالواضح، أن هناك أمورا ليست على ما يرام وأن شحْنا نفسيا من مجموعة ما داخل المنتخب الوطني موجه ضد اللاعب..

ولذلك فالحديث عن اعتزامه مغادرة معسكر المنتخب الوطني يندرج في إطار أنه لا دخان بدون نار، خصوصا أن غرفة ملابس المنتخب الوطني لم تكن كما يجب بعد مباراة أمس. واستغرق اللاعبون وقتا طويلا في الحديث عن “اللقطة”، ما دفعني أمس إلى الحديث عن أن روح المجموعة لا يعني أن المجموعة يجب أن تنغلق على ذاتها ولا تتقبل أي اسم جديد..

لقد بدا حمد الله غير مرتاح في المباراة ويعيش حالة من التكهرب، ما يكشف أن الترحيب باللاعب في المجموعة لم يتم كما يجب.. أو هكذا أريد له أن يكون، وتلك قصة أخرى لم يحن الوقت للحديث عن كل تفاصيلها..

لنفهم ما جرى مع حمد الله علينا أن نعود إلى ما وقع لحكيم زياش، عندما لم تتقبله المجموعة “النافذة” في المنتخب الوطني، بل وتهجم عليه بعض اللاعبين في غيابه في مباراة المنتخب الوطني وهولندا الودية التي جرت بأكادير.

في وقت لاحق، تم إصلاح الأمر والتقى رونار بزياش واعتذر المدرب الفرنسي للاعب أجاكس، وعاد الأخير إلى المنتخب الوطني. لكن رونار كان قد هيأ وقتذاك لكل شيء، بما في ذلك الاتصال باللاعبين وتهييئهم النفسي والذهني ليكون زياش ضمن المجموعة.

في حالة حمد الله لم يحدث الأمر بهذه الطريقة، رغم أن مهاجم النصر السعودي أبان عن استعداد كبير ورغبة لامتناهية في العطاء وأن يكون جزءا من المنتخب الوطني في “الكان”، أيا كان موقعه، سواء أساسيا أو احتياطيا أو حتى في المدرجات..

عدم إدماج رونار لحمد الله كليا، وتركه لبعض هوامش
التحرك للمجموعة النافذة جعل اللاعب عرضة للقلق النفسي، ما يؤثر على اللاعب ويجعله عرضة للاضطهاد الذي تمارسه أحيانا مجموعة النفوذ ضد “الوافدين الجدد” أو ضد من لديهم حضورهم وشخصيتهم القوية..

وقد كانت هناك وقائع سابقة في هذا الإطار، لكنها لم تخرج إلى العلن ولم يسلط عليها الضوء، لأن مسار المنتخب الوطني الإيجابي كان يغطي على كل شيء..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *