طنجة: بعثة le12

أكد خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو رئيس الحكومة الاسبانية السابق، أن مستقبل الشعوب أصبح مرتبطا أكثر من أي وقت مضي، مشددا على أن شعوب العالم يجب أن تتعاون فيما بينها لمواجهة التحديات التي يمثلها التطور التكنولوجي غير المسبوق الذي سيجتاح العالم، مؤكدا أن العالم سيشهد خلال سنوات قليلة متغيرات قد تبدو لنا مستحيلة الآن وأن هذه الأمور المستحيلة ستكون ممكنة ومتاحة للإنسانية وأن الحديث الآن يدور حول الجيل الرابع أو الخامس من الثورات الرقمية وهي ثورات مستمرة ولا يمكن التنبؤ بآفاقها المستقبلية حتى الآن .

وأضاف ثاباتيرو في كلمة له اليوم أمام مؤتمر التكنولوجيا والإبتكار والمجتمع ” سايفاي افريقيا 2019“CYFY Africa 2019 “ الذي يعقد بمدينة طنجة المغربية، أن ما نعلمه وندركه أننا نعيش والبشرية والعالم مرحلة من التطور غير مسبوقة وأن العالم في حالة ضغط مستمر والذكاء الاصطناعي ومرحلة الروبوت وتطور الانترنت يشغل العالم وحكوماته وينبغي ان يشغل الجميع لتأثيراتها على مجريات الحياة .

وأوضح أنه لا يوجد مجال لا تؤثر عليه هذه التحولات التكنولوجية وعندما نتحدث عن هذه التحولات يجب أن نتخيل طبيعة وشكل الحياة المستقبلية وعلاقات السلطة في العالم .

وقال أن الصين تنفق سنويا نحو 130 مليار دولار على تطوير الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن الصين حققت تطورا في المجالات التكنولوجية يتجاوز عشر سنوات ما حققته الولايات المتحدة الأمريكية وأن عدد المهندسين في مجال الاتصالات أغلبهم موجود في الصين.

وأضاف ان ما تحقق في مجال الذكاء الاصطناعي مثير ومخيف أيضا وأن سلطته في المستقبل القريب ستفوق أكبر سلطة في العالم وأن هناك نحو 30 ألف خبير في مجال الذكاء الاصطناعي حول العالم أغلبهم أيضا في الصين.

ثاباتيرو لـ”لودوز”: على الحكومات أن تستفيد من قوة التكنولوجيا الحديثة

وأشار إلى أن الدول الأوربية بقوانينها ونظمها ستحاول ضبط الأمور وتحديد الأهداف والمخاطر وصيانة حقوق الإنسان وإن كانت تسير ببطء إلا أنها قادرة على ضبط المعايير فيما يخص الثورة التكنولوجية موضحا أن أمام الدول الإفريقية فرصة تاريخية في مجال مواكبة التطور التكنولوجي ويمكن أن تحدث تقدما في العديد من المجالات بالتعاون فيما بينها ومع المؤسسات الدولية.

وأضاف قائلا أن الهاتف الذكي الذي غزا حياتنا يتيح معلومات أكثر من تلك التي يمتلكها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من ثلاثين عاما.

ودعا إلى ربط دول العالم في مجال التكنولوجيا ويجب أن يكون هذا هو هدف الحكومات الأول وأنه يجب أن يكون هدف دول العالم، معتبرا أن الصين والولايات المتحدة لهما أهداف أخرى.

وأكد أن هذا العصر الرقمي لن يغير فقط الأهداف والآفاق وإنما سيتيح آفاقا جديدة في مجالات الحياة ففي الصحة مثلا هناك حديث على أن التقدم التكنولوجي سيؤثر على سنوات حياة الانسان التي قد تصل إلى مائة وأربعين سنة وقد تمتد إلى مائتي سنة لأن الذكاء الاصطناعي سيتيح إمكانية الكشف المبكر عن الأمراض وسبل الوقاية والتشخيص وتحقيق جودة حياة أفضل وهذه ثمرة التطور التكنولوجي وآمال التكنولوجيا في مواجهة التغييرات المناخية والوصول إلى عالم أفضل وتنمية إدماج العالم بطاقة متجددة ومضاعفة الإنتاج وتحقيق التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن التقدم سيشمل الأمن والدفاع والاقتصاد ويتغلب على الاقتصادات التقليدية ويفتح مجالات هائلة للابتكار إضافة للفرص الهائلة للعلم والأمن والصحة ومكافحة التغيرات المناخية.

وأضاف أن هناك مخاطر لا يمكن تجاهلها جراء هذا التطور التكنولوجي أهمها الجشع للسلطة والتسلط والثراء الفاحش الذي قد يستأثر بجزء كبير من هذا التقدم موضحا أن هذا يستلزم من الهيئات الدولية وليس فقط الحكومات أو الشركات الكبرى التي تحتفظ الأن بمعلومات تخص ملايين البشر حول العالم ان يتعاونوا ويحددوا أهدافهم السياسية والاجتماعية سواء داخل المنظمات الدولية أو الحكومات الوطنية أو المحلية أو المجتمعات وكل ما يمثل المجتمعات المنظمة.

وقال أن الشركات القائمة على المعلومات الرقمية تمتلك الآن سلطة لم تعرفها البشرية من قبل ويعرفون معلومات عن أنفسنا أكثر مما نعرفه، وهذه سلطة ليست عسكرية وهذا يمكن أن يؤدي إلى كوارث لأنها سلطة غير مرئية ولا يعرفها المواطن، لافتا إلى أهمية أن يكون هناك مبادئ حاكمة لهذه الشركات وأن تطلب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وضع تنظيم صارم يحدد أطر وقواعد عمل هذه الشركات يجب أن تلتزم بها وأنه ينبغي أن تكون هناك برامج وأهداف عالمية لتحقيق التنمية المستدامة ومكافحة الفقر للمجتمعات الفقيرة معتبرا أن هناك فرصة تاريخية لأن يكون هناك مساواة في التنمية وأن يكون التقدم الاقتصادي مصحوبا بالتقدم الأخلاقي وأن يطبق ذلك على الروبوت.

وتوقع أن يتم ربط جميع المنازل حول العالم بالتكنولوجيا الرقمية في غضون عشر أو 15 عاما، مطالبا بأهمية ضبط وتنظيم سلطة هذه الشركات خاصة فيما يخص استخدام المعلومات الشخصية.

وقال أن الدفاع ووجود الجيوش كان مهمة أساسية للحكومات وأن الجيوش كانت هي المسؤول عن مواجهة هذه المخاطر إلا أن الثورة الرقمية تجاوزت ذلك وباتت تؤثر على الفرص في العيش والمساواة وتكافؤ الفرص، داعيا إلى الحفاظ على الحقوق خاصة حقوق المعلومات الخاصة بالمواطن وحمايتها ويجب إدخال المبادئ الفلسفية والأخلاقية في الثورة الرقمية.

وأوضح أن الثورة الصناعية غيرت وجه العالم لكنها لم تكن مصحوبة بتغير اقتصادي، إلا أن الثورة الرقمية غيرت الأوضاع الاقتصادية، فالصين أحدثت طفرة خلال 40 عاما ونقلت 700 مليون شخص من حالة الفقر، وهو تطور هائل لا يقارن بما أحدثته البشرية خلال قرون.

وقال أن الرهان على العلم والمعرفة وأن الانسان يجب أن يكون مستقلا وفي الوقت ذاته خاضعا للقانون ولا تحركه نزواته مع الإحساس بالمسئولية.

واعتبر أن العالم يعيش مرحلة تاريخية عصيبة نتيجة تأثير الشبكات الاجتماعية وتداول الأخبار الكاذبة التي تؤثر على إرادة واتجاهات البشر، داعيا إلى العودة للمبادئ الأساسية والأخلاقية وربطها بالتطور التكنولوجي واستيعاب ما يفرضه التغيير الرقمي وهضم هذه التغييرات وان تتحمل المجتمعات المسئولية العقلانية وتدافع عن القيم الإنسانية واحترام الثقافات واللغات ونبذ الكراهية وعدم الإقصاء والتعايش المشترك.

مجلس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة: وهو من بين جهات المغرب الاثنتا عشرة. وتشكل هذه الجهة بوابة أوربا إلى إفريقيا، وتقع في الطرف الشمال غربي للمملكة. يحدها المحيط الأطلسي غربا والبحر الأبيض المتوسط وإسبانيا شمالا، ويقارب تعداد سكان هذه الجهة 3,55 مليون نسمة، وعاصمتها هي مدينة طنجة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *