*يونس مسكين

 

شخصيا لا تهمني الكرة في شيء، لا تعدو أن تكون سوى تسلية قصيرة وعابرة من حين لآخر..

لكن المنتحب الوطني يهمني لأنه أكثر من مجرد فريق رياضي، المنتخب الوطني رمز، تعبير عن هوية وعن وجود..

وجود جماعي ووجود للفرد من خلال الجماعة

يكفي أن اسمه يتضمن كلمة “الوطني” ويرفع الألوان الوطنية، ويستهل مبارياته بالنشيد الوطني…

لهذا لا تهمني كثيرا الكرة التي يقدمها هذا المنتخب ولا الألقاب ولا الكؤوس التي يحرزها، بل يهمني أولا وقبل كل شيء ما يحققه في النفوس.. نفوس الشباب واليافعين بالخصوص..

التعبئة التي يحققها المنتخب تكاد لا تحدث بأية وسيلة أخرى على الإطلاق، باستثناء لحظات الكوارث الكبرى، حين نشعر بحاجتنا إلى المشترك، إلى ما يضمنا جميعا إليه…

لهذا هو أكثر من مجرد فريق رياضي، هو مدرسة حقيقية في تعلم وتذوق وملامسة ما يعنيه أن يكون هناك وطن وأن يكون هناك رابط يجمع بين أفراد (أبناء) هذا الوطن..

لكل هذا ما وقع في حالة زياش هو بالنسبة إلي كارثة بجميع المقاييس، كارثة تجاه هذا المشترك وهذا الرابط وهذا المعنى الذي أنتجه موقف اللاعب حين رفض اللعب لهولندا واختار المغرب،

والكارثة أكبر لأننا دبجنا المبررات والمصوغات لاستبعاده في لحظة منافسة دولية تبارزت خلالها الأوطان مستعينة برموزها وأبطالها، لم تفز كلها لكنها حققت هذا الشعور الجميل بالانتماء والاحتضان والتراص والاعتراف بالكفاءات الوطنية والمواهب…

لكل هذا، من يعتبرون أنفسهم خبراء في الكرة ويحسنون عدّ الأهداف والتمريرات والأخطاء ووو.. أقول لهم ضعوا علمكم هذا داخل قطعة خبز وضعوا فوقه بعض الجبن وكلوه.. بالصحة والعافية.

*كاتب /صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *