*يونس التايب
الإشارات الألمانية الإيجابية التي وصلت من برلين إلى الرباط، أمر جيد للغاية … وأتمنى أن تتسارع ديناميكية التراجع عن المواقف السلبية السابقة، بداية بحسم الموقف الألماني فيما يخص قضيتنا الوطنية، عبر اصطفاف إيجابي يدعم المقترح الجدي و العملي و الواقعي الوحيد الممكن، الذي تجسده المبادرة المغربية لحل النزاع المفتعل بشأن الصحراء المغربية …
بكل تأكيد لم تكن ألمانيا في أي يوم، إلا دولة صديقة لم نكن نتصور وقوفها بعيدا عن بلادنا … لذلك، نريد أن تطوي “برلين” صفحة “خفة الرجل” التي سقطت فيها بعض مراكز الأبحاث المرتبطة بجهات معينة معروفة، تركت ما يمس مصالح الألمان حقا، و اهتمت بمعاكسة تطور الاقتصاد المغربي، و التحريض ضد المنحى التصاعدي الإيجابي الذي يسجله … بل، وصل الأمر إلى حد دعوة الحكومة الألمانية السابقة للتصدي لمسار المغرب و وقف تنافسيته الاقتصادية… و هو أمر لم نكن لنقبل به …
ولا شك، حان الوقت لتجاوز ذلك السلوك الذي كان خطأ كبيرا لأسباب عديدة، أهمها أن المغرب لا ينافس ألمانيا في شيء، و مسارنا لا يؤثر في مصالحها … كما أنه لا شرعية لأي مجهود تبذله حكومة بون لمزاحمتنا في طريق نسير فيه بعيدا عنها …
أتمنى أن تتغلب الحكمة و أن تعي الحكومة الألمانية الجديدة أن الأفضل هو أن تأخذ الشراكة مع المغرب، بعدا استراتيجيا حقيقيا، يمنح لألمانيا جسرا قويا لتسجل حضورا متميزا في إفريقيا، بلغة العقل و المصالح المشروعة و المسترسلة في الزمن، مع المملكة المغربية و مع شعوب و دول القارة …
و آمل، في سياق التطور الإيجابي الذي تسير عليه الأمور، أن يتم الانتباه في برلين، إلى أهمية إعمال القانون ضد أصوات التهجم و التحريض، التي تستغل فضاء الحرية لإطلاق إساءات بليغة ضد بلادنا و مؤسساتنا، تجاوزت “حرية التعبير” و “حرية الرأي” لتصل إلى مستويات يعاقب عليها القانون العام و القانون الدولي وقوانين مكافحة الكراهية و الإرهاب …
من دون شك، ستصحح البراجماتية الألمانية أخطاء المرحلة السابقة، لتلتقي مع براجماتية الذكاء الاستراتيجي للدولة المغربية، و ينطلق البلدان إلى الأمام، من أجل التعاون والشراكة على قاعدة رابح – رابح …
المغرب كبير على العابثين
*كاتب -صحفي