منتصر حمادة

تفشي “محاكم التفتيش” مؤشر على الرداءة التي تحاصرنا من كل جانب..

نتحدث عن “محاكم” تمارس الوصاية على الناس، في الدين أو الفكر أو السلوك… إلخ. رغم أنه، نظريا على الأقل، لا وجود لمحاكم تفتيش في الإسلام، ولكنها، عمليا، موجودة مع العديد من أنماط التديّن. ويكفي أن بعض هذه الأنماط لم تتردد في تطبيق ما تؤمن به عندما أتيحت لها الفرصة، بل إن بعضها لا يزال يحلم بذلك.

رُبّ معترض أن هناك محاكم تفتيش باسم “الحداثة” أو “المادة” وما إلى ذلك؛ مؤكد أنها موجودة، ولكنها متواضعة جدا مقارنة مع “محاكم التفنيش” باسم الدين.

في زمن ما، وبالتحديد في السنوات الأولى التي تلت ولوج مواقع التواصل الاجتماعي، كنا نشعر بحرية في التعبير أكبر بكثير من الحرية التي نحلم بها اليوم، ووجود هذه المحاكم مؤشر مادي على تراجع فضاءات الحرية.

ما يبعث على الأسى أن الظاهرة لا تطال العديد من “تجار الدين”، لأنّ الأمر تحصيل حاصل مع هؤلاء، وإنما تطال حتى الذين كنا نظن أنهم أخذوا مسافة من مشاريع “اختطاف الدين”، ومعها أسماء تدّعي الاشتغال في “البحث العلمي”.
المشوار طويل وشاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *