*رشيد مشقاقة

نعم  نحن لانقرأ

طالب الحقوق يتخفف من محفظة العلم لما يمتهن حرفة قضائية.

والطبيب والمهندس لا يمسكان سوى المشرط والمسطرة لما يتوظفان..

في منازلنا غرف الأكل والنوم و رفوف الأمتعة والتوابل والأواني، ولا محل لرف يحمل كتابًا.

البطون المتخمة ذات العقول الصغيرة، تتاح لها الفرصة كي تتدبر الشأن العام، فتكره القراءة والقراء كراهية جد مركزة..

أثر إختفاء الكتاب من حياتنا اليومية على أنماط السلوك و أسلوب التعامل ومفردات اللغه..

أصبح الجشع والنهم والنزوة سلوكا مألوفًا ..

و انفرد بخلق الله قوم أدركوا الدرجة السامية في السلك الوظيفي بالشيطنة والتدليس والوكالة الظاهرة.

وتفشت لغة العري والجنس والكلام النابي في محارب يفترض أن تكون اللغة العربية الفصحى، لغة القرآن به هي وسيلة النطق المعبرة.

القراءة تغير نظرة وجهة نظر..

تكرس الذوق الرفيع..           

تحدد اختيارتنا في من نسند له  مهام تمثيلنا.

كيف لإنسان جاهل أن يرفع أصبعه البئيس ليصوت على قانون يختلط مفهومه لديه بآلة الموسيقى دفا كان أو كمان !!!؟

ترفع القراءة شأن الانسان إلى ماشاءه منه الله عز وجل لما جعله من احسن خلقه وكرمه.

تجد مشاعر نبيلة كالحب والعطف.

والحنين والأخوة والصداقة مجالها الخصب لما يستفيذ المرء منا من الكتب ويقتدي بكبار الكتاب .

على النقيض من ذلك يعشش الجهل والمكر في العقول و الافئدة.

فيصىرفها عن سواء السبيل.

معظمنا لايقرأ إلا إذا وقف في طابور المنتظرين عند الحلاق أو عيادة الطبيب.

معظمنا يفتح الجريدة والمجلة على الكلمات المسهمة والمتقاطعة.

مردودية المرافق في المجال الثقافي والعلمي صفر على الشمال..

ليس هناك ما ومن يجبرنا على إختبار معلوماتنا.  العالم يجري من حولنا بالعلم ونحن نسابقه بالتظاهر بأننا تتعلم ونعلم..

صديقي الكتبي رحمه الله أخبرني وهو يتأسف أن الواجهة الزجاجية للكتب المنتصبة بناصية الشارع ظلت متكسرة لأزيد من شهر، ولم يسرق أحد كتابًا…

نحن لانقرأ.              

ومتى حافظنا على جهلنا سنظل عالة على الأمم المتحضىرة.

*موسوعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *