جواد مكرم

في تطور جديد لأزمة القائمة بين الرباط ومدريد على خلفية تستر حكومة إسبانيا على المدعو إبراهيم غالي، الملاحق من أجل جرائم ضد الإنسانية، وما لحق ذلك من تدهور في العلاقات المغربية- الاسبانية، دعت الأحزاب المغربية الممثلة في البرلمان، مختلف القوى الحية بإسبانيا إلى التحرك السريع وتغليب صوت الحكمة ومنطق المصالح العليا المشتركة للدولتين، من أجل التصحيح الفوري لهذا الإخلال الخطير في حق المغرب، وإصلاح الضرر الذي ألحقه بالعلاقات العريقة بين الشعبين والبلدين.

وقالت تلك الأحزاب في بلاغ مشترك توصلت جريدة le12.ma عربية بنسخة منه:”تلقت الأحزاب المغربية الموقعة على هذا البلاغ، باستهجان واستنكار شديدين، خبر استقبال إسبانيا لرئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، المدعو إبراهيم غالي، باستعمال هوية مزورة يجسد سلوك الميليشيات والعصابات الإجرامية”.

 وتابعت  في بلاغها الصادر اليوم السبت:”بهذه المناسبة، فإن الأحزاب الموقعة على هذا البلاغ تعتبر هذا الاستقبال، عملا مرفوضا ومدانا، واستفزازا صريحا تجاه المملكة المغربية، في تناقض صارخ مع جودة العلاقات الثنائية بين الشعبين والبلدين وحسن الجوار، لا سيما وأن هذا الشخص تلاحقه تهم خطيرة تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان، وجرائم ضد الإنسانية، وتجاوزات جسيمة لحقوق المحتجزين بمخيمات تندوف، لا يمكن التغاضي عنها”.

عاجل. المغرب يلوح بتعليق تعاونه مع إسبانيا على خليفة تستر مدريد على زعيم البوليساريو

 

وعبرت الأحزاب الموقعة على هذا البلاغ،  وهي (العدالة والتنمية، الأصالة والمعاصرة، الاستقلال، التجمع الوطني للأحرار، الحركة الشعبية ، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الاتحاد الدستوري، التقدم والاشتراكية،الاشتراكي الموحد) عن :”التزامها الدائم بالوقوف وراء جلالة الملك محمد السادس للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة التي تحظى بالإجماع الوطني، وتجديدها الاعتزاز بما تحقق من إنجازات مهمة وغير مسبوقة لصالح القضية الوطنية، وتجندها المستمر لمواجهة كل الأفعال والسلوكات التي تمس سيادة المغرب أو تهدد مصالحه العليا”.

وأكد البلاغ، أن الأحزاب المذكورة، عبرت كذلك عن:”استنكارها تساهل وتواطؤ، السلطات الإسبانية باستقبال شخص يناصب العداء للمملكة المغربية، في مخالفة تامة للقانون وتجاهل للمصالح الحيوية لبلد جار وشريك”.

وقالت إنها تعبر عن :”رفضها المبررات والذرائع التي يقدمها بعض مسؤولي الحكومة الإسبانية لاستقبال رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، والتأكيد على أن الشراكة وحسن الجوار يلزمان باحترام سيادة المغرب والتوقف عن التعامل والتواطئ مع أعدائه”.

وأكدت أن:”قناعتها بأن إسبانيا عانت وتعاني من ظاهرة الانفصال وعواقبها الوخيمة على استقرارها ووحدتها، وأنه لم يُسَجّل على أي حزب مغربي مواقف أو أفعال مساندة لطرح الانفصال في الجارة إسبانيا”.

ودعت الحكومة الإسبانية، لـ”تحديد موقفها بوضوح من هذا الخرق السافر، والقيام الفوري بما يلزم لتصحيحه”.

وعبرت الأحزاب المغربية، عن “اقتناعها الراسخ أن الأفعال الإجرامية التي اقترفها المدعو إبراهيم غالي تدعو إلى متابعته أمام القضاء الإسباني استجابة للشكايات الموضوعة أمامه وإنصافا لضحايا جرائمه العديدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *