مواكبة: le12.ma

في خطابه السامي، الذي وجهه يوم الجمعة الماضي، إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية العاشرة، أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الأهمية التي يجب إيلاؤها للفلاحة والتنمية القروية في سياق دينامية الإنعاش الاقتصادي.

وهكذا، فإن القطاع يعود الى الواجهة ويتصدر الخطاب السياسي والنقاش العمومي حول إنعاش الاقتصاد الوطني، وفي هذا السياق، يقوم أستاذ التعليم العالي بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، محمد شاطر، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، بتشخيص رهانات التنمية الفلاحية باعتبارها قطاعا أساسيا للإنعاش الاقتصادي.

1- في سياق الأزمة الحالية ، هل نحن بصدد العودة إلى الأسس التاريخية للاقتصاد المغربي كبلد فلاحي بالأساس؟

 نحن نسير على طريق التقدم والتنمية، الذي يستلزم التوفر على العديد من الرافعات؛ وتعد الفلاحة رافعة هامة سواء تعلق الأمر بتزويد الأسواق بالمواد الغذائية أو الصناعات الغذائية بمستلزمات عالية الجودة، لتوسيع الإنتاج وتحسين القدرة التنافسية للقطاع.

من الضروري أن تأخذ الأسس الحالية للاقتصاد المغربي يعين الاعتبار التطورات الراهنة في التجارة العالمية التي أظهرت بعض الانكماش في أسواق المنتجات الفلاحية. فامتلاك قطاع فلاحي يتسم بالمردودية يشكل ضماناً للاستقلال الغذائي والأداء التجاري.

ومما لا شك فيه أن التنمية الفلاحية أصبحت تخضع لضغط عوامل التغيرات المناخية والمتمثلة أساسا في الاحتباس الحراري العالمي والثورة الرقمية ، وهذا يعني أن الأداء الفلاحي يمر حتما عبر حل  إشكالية ندرة المياه ودمج التكنولوجيا الجديدة، دون إغفال كون تحقيق التنمية الفلاحية أضحى ضرورة ملحة، ذلك أن ثلثي سكان البلاد يعيشون بشكل مباشر أو غير مباشر من الدخل الفلاحي. 

1- هل من شأن هذا المعطى أن يؤثر على استراتيجيات الصناعية القطاعية الأخرى، والتي حققت نموا مهما خلال السنوات الأخيرة؟

إطلاقا ، فالإستراتيجية الفلاحية لا تمثل أي تعارض مع التنمية الصناعية، ذلك أن الفلاحة تستفيد بشكل منتظم من الإنتاجية الصناعية (الأسمدة الكيماوية والأدوات والمكننة ، وما إلى ذلك) فيما تجد الصناعة مصادر متنوعة للإنتاج ومصادر الدخل (اللوجستك) في الفلاحة. وبالتالي هناك تكامل بين القطاع الفلاحي والفروع الصناعية. والأكثر من ذلك، فإن تطوير التكنولوجيات الحديثة يستخدم بشكل متزايد المنتجات الطبيعة لابتكار منتجات جديدة.

3- في تصوركم ماهي الفروع الجديدة الممكنة لتثمين الانتاج الفلاحي ؟

بكل تأكيد يتعين على الفروع الفلاحية الجديدة أن تأخذ بعين الاعتبار الموارد المائية في البلاد. وبالتالي فمن الضروري تشجيع فروع ذات الاستغلال المحدود للمياه، ولتحقيق هذا الغرض يجب اعتماد بذور أو أصناف جديدة . ومن بين المنتجات التي نتوفر عليها ولها ميزة طبيعية ذات صلة بالمناخ والجغرافيا، هناك على سبيل المثال، زراعة الأركان و الصبار أو الورد و التي ينبغي تطويرها بهدف تزويد فروع جديدة لقطاع الأغذية.

كما يواجه قطاع تربية المواشي نفس الإكراهات. ومن المؤكد أن استراتيجية مهمة في هذا المجال ستساهم في نمو الإنتاج في هذا القطاع، وتساهم بالدرجة الاولى في خلق وتطوير فروع جديدة من الصناعات الغذائية، لا سيما منتجات الألبان ومشاقاتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *