قلم: لخضر النوالي (صحفي رياضي)

لدي شعور خاص تجاه ” النادي المكناسي” . لم أفهم طوال المرحلة الطويلة من قربي من مجريات الكرة في بلادنا سبب حبي للنادي الوديع..
في جميع المناسبات التي أتاحت لي الإشتغال على الورش المكناسي كنت أَبْتَدِئُ عملي مرتاحا وأنتهي منه كذلك، كنت أجد في سلاسة المشي التى ارْتَضَاهَا ” الكوديم ” بمثابة فلسفة راقية في الحياة الرياضية.. لم يختر النادي الإنغماس في حسابات” الأنا والآخر”.. تعايش التاريخ الكروي مع المكناسيين بهدوء وسلام، وحَقَّقَا معا ودًّا مُمَيزًا.. دفع المكناسيون وداعتهم في الحوار وبادلهم التاريخُ الذِّكْرَ الطيب، حيزهم في الزمان رسمه المكناسيون بالكرة المتسامحة غير المزعجة، غير الملحاحة أيضا..

نعم يُخَيَّلُ لي أن الكوديم لا يتردد في التضحية عند اختلاط الأوراق، لا يعشق الكوديم البقاء في الزحمة طويلا حتى ولو كلفه ذلك ماكلفه..

ليس بمقبول لدى عشاق الأحمر الراقد في القطن الأبيض أن يودع طبقة الأقوياء، لا أميل الى فكرة ” الإنتحار الطبقي” في الموضوع، مَازِلْتُ أميل للتسامح المكناسي المفرط وبعض التأخر في العمليات الإنقاذية في التوقيت الذي يسمح بالإنقاذ، مع أن الإنقاذ لايزال قيد الممكن.. فنحن أمام نَادٍ درَّس منذ زمن أبجديات الحياة للآخرين.

لدي الكثير من الشجن تجاه مكناس وكوديمها وهو كوديمنا، وأطمع في أخبار مفرحة من “الهديم” و” البساتين” و”حمرية”، أخبار ترشدنا إلى قرب نهضة النادي الجميل، أخبار تعيد الدفع بنادي حميدوش باديدي بيدان الدايدي كماتشو لغويني والآخرين.. أعرف أني أسيل الكثير من العواطف في “صهريج السواني” لكني أريد أن تملأني أمانيه وبركاته وشموخ جواره.. أريد أن أرى الكوديم الذي أحببت.

في كل الأحوال، النادي الوديع له تسامحه حتى مع كبواته وله وهجه المستتر الآن.. آه لو يجهر هذا الوهج 😥
لا تتألموا على الكوديم كثيرا قد تقلقون وتغضبون عن مآله الآن، لكن يقيني يؤكد أن المكناسيين يعرفون مواعيدهم مع التاريخ حتى وإن تذبذبت و اختلت..
تحياتي للكوديم الوديع..

تحياتي لمكناس جميلة جميلات المدن..

لخضر النوالي… الرباط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *