مصطفى لمودن

موضوع حارق، وعليه اختلاف في وجهات النظر، ربما ثلاث، مع، ضد، مع بشروط.

أولا النقابة تنظيم ضروري، وكذلك الأحزاب، ومن السذاجة أن يراها الملاحظ مجمع ملائكة، إنها عرضة للتوازنات والتدافع المصلحي و الانتهازي كذلك.. وطبعا النقابة تنظيم مصلحي صرف للدفاع عن منخرطيه..

لكن يتم كذلك استغلال النقابة من طرف جهات أخرى متعددة، ومقاومتها أو سقوطها يكون حسب درجة مناعتها ونضج أعضائها ومسيريها.. في حالة المغرب لم تسلم جل النقابات من هذا الطعم/المطب.. يمكن ذكر أمثلة في هذا الشأن لمن يطلبها.

موضوع التدوينة حول التفرغ النقابي، ورد على شكل تساؤل، تم توضيح التساؤل، وهناك من رأى في ذلك موقفا وجوابا، وعليه من الأفضل المزيد من التوضيح..

إلى عهد قريب بلغ التفرغ النقابي الى مستوى العهر..

حيث أصبح قلة قليلة جدًا من الأحزاب من لا تتوفر على متفرغين من باب النقابة، وكذلك جمعيات ومطابع، وهناك من يلزم بيته وشؤونه وهواياته بإسم التفرغ.

فعبد اللطيف الشرايبي، كما قال بنفسه عمل نصف سنة في السكك الحديدية وتفرغ باسم نقابة حزب الاستقلال ليقدم يوم الأحد تعليقًا على مباراة في كرة القدم.

وهناك أمثلة عديدة حتى في عالم التمثيل كمحمد الجم وفي عالم الغناء كالغاوي المتفرغ سابقا مع جمعية ابي رقراق.. هذان كانا معلمان..

إلى وقت قريب كانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان متحصلة على 12 متفرغ من قطاع التعليم. إلى المناضلين هذا التساؤل، هل كنتم تعرفون من هؤلاء وعلى اي مقياس تفرغوا؟

هذه مجرد أمثلة.. تصور قائمة الأحزاب الإدارية ونقاباتها وتصور متفرغيها وخاصة من مجال التعليم.

إذا كان الجل يقومون باكرًا ويروحون لشغلهم، فالباقي من المتفرغين يستيقظون متأخرين ويروحون للمقاهي في حدود العاشرة، إلى أن يحضر شي بريكول شي نهار..

هل هذا يعجب ويمكن ان ندافع عنه بحماس كما أشار إلى ذلك البعض؟

كيف يمكن تخليق الحياة العامة ورفع الريع والاستغلال دون الإشارة الى كل مكونات الفساد والافساد.

كما أشار صديق في تعليق، يتحول المستفيدون من الريع النقابي الى عامل فساد بسبب علاقاتهم المشبوهة، ويمكن شراؤهم بمختلف الطرق، وهذا ما كره النقابة عند عدد كبير من نساء ورجال التعليم.

رغم ان النقابات مازال فيها بعض المناضلين وهم بمثابة ضمير حي ينتقد ويصحح، لكنهم قلة وتتم محاصرتهم، وهؤلاء مثلا يمارسون عليهم “النقابة” كي لا يصلون إلى المؤتمرات.

بالنسبة الي نفضت يدي من النقابة سنة 1996 لأسباب موضوعية، ومن رغب في التوضيح أمده به. وليس ذلك مدعاة للفخر.

اعرف متفرغا باع فصيلا نقابيا مقابل ان يحصل على التفرغ لسيادته..

تعالوا الان نفصل في شروط التفرغ إذا كان ولابد منه.

أن يكون بشكل تعاقدي مع منخرطي النقابة بعد ترشح وتصويت ولأغراض معينة وواضحة.

أن يتكلف المتفرغ بكل ما يهم الموظفين او المستخدمين في قطاع معين داخل مجال ترابي معين بكل ما يخص الملفات والمشاكل الادارية والطبية والترفيهية (المخيم مثلا)، ويقدم كشفا دوريا امام جمع عام.

تحدد شروط التفرغ ومدته وكيفيته بقانون خاص و و واضح .

تنشر قائمة المتفرغين بكل قطاع على العموم، وخاصة بموقع وزارة التشغيل.

يمكن لأي موظف طلب دعما من متفرغ ولم يهتم به هذا الأخير ان يرفع تظلما لمفتش الشغل، ويمكن ان يتقدم بشكوى للقضاء، وقد يكون ذلك سببا لالغاء تفرغ المعني..

ختاما، لقد حققت بعض النقابات إنجازات مهمة في العقود السابقة، والنقابة جزء من المشهد العام باي بلد. لكن يجب وضع حد لبعض السلوكيات السلبية والتي أثرت على مصداقية النقابة، ومن ذلك تحمل متقاعدين المسؤولية بإسم من يشتغلون.

اما التفرغ فتحول عند البعض إلى ريع وشراء بعض الذمم وانتهازية وخسارة للمال العام.

_______

أما التدوينة السابقة فكانت كالآتي:

هل يمكن اعتبار “متفرغ” نقابي بقطاع التعليم مناضلا؟ وقد حصل على راحة مدفوعة الأجر بتلاعبات وتوازنات وريوعات وتبادل المنافع؟.

*إطار تربوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *