إبراهيم بنحمو (و.م.ع.)

قالت الروائية والشاعرة المغربية عائشة البصري، التي فازت بجائزة “أفضل رواية عربية” في معرض الشارقة الدولي للكتاب -2018 عن روايتها “الحياة من دوني”، إن تعدد الأجناس الأدبية لدى المبدع يعد إضافة له، مؤكدة أن الشعر يظل بيتي الأول”.

وصرّحت البصري لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركتها في الدورة الـ37 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، التي اختتمت فعالياتها أول أمس، إن “تعدد الأجناس الأدبية يعد إضافة للأديب، فمفهوم الكتابة اليوم أصبح أكبر وأوسع، لأن الأمر يتعلق بالحرية الإبداعية والحق في التخييل”، مبرزة أن الكاتب لا يختار الشكل مسبقا، بل هناك قضايا وانشغالات تختار شكلها الملائم.

وعن بداياتها، قالت عائشة البصري “في بداياتي، كتبت القصة القصيرة، ونلت جائزة عن قصة قصيرة في مسابقة طلابية، لكني لم أدخل تجربة النشر إلا بالشعر؛ وفي وقت متأخر نسبيا”، مؤكدة أنها لم تغادر الشعر للتفرغ كليا لكتابة الرواية، التي تأخذ من وقتها أكثر من سنتين، بل إنها بموازاة الاشتغال على الرواية تشتغل على مشاريع شعرية أخرى.

وأضافت صاحبة “مساءات” و”أرق الملائكة” و”شرفة مطفأة” و”ليلة سريعة العطب” و”حديث مدفأة” (حقيبة فنية) بالاشتراك مع الفنان عبد الله الحريري و”صديقي الخريف”، بالاشتراك مع الفنان محمد بناني، وخَلوةُ الطير أن “التجوال بين القصيدة والرواية والقصة القصيرة لم يكن بالنسبة إلي تكتيكا، بل كان لحظات خاصة لا علاقة لها بالجو الثقافي العام، وليس تحريضا لجنس أدبي ضد جنس آخر.. ربما مالت الكفة للرواية مؤخرا، لكن الشعر هو بيتي الأول”.

وشددت البصري على أن “أي رواية لكي تكون قوية ومقنعة يتعين أن توفر لقارئها العناصر الضرورية لبناء روائي محكم، سواء تعلق الأمر بالمتخيل أو بسجلها الواقعي والتاريخي واحتماليتها وحيوية شخصياتها ولغتها.. وما إلى ذلك، من مكان وزمان وحوارية وأصوات وعتبات (الغلاف، العنوان، دار النشر)” مبرزة القيمة النوعية للمساهمة الروائية المغربية في المتن الروائي العربي الراهن.

وبخصوص الجوائز، أكدت مؤلفة “درس في الرسم” (قصائد للفتيان برسومات الفنانة الإيطالية أليسيا برافو) ورواية “ليالي الحرير” والمختارات الشعرية “حدس ذئبة”، التي نقلها إلى الفرنسية عبد اللطيف اللعبي (2013) أن “منح جائزة لمبدع أو مبدعة يشكّل تحفيزا نوعيا ملموسا؛ وبغض النظر عما إذا كانت للجائزة قيمة مادية أم لا، فإن الجائزة تعبر عن نوع من الاعتراف بقيمة ما ينتجه المبدع.. كما تحفز أنواعا من القرّاء على تداول وقراءة العمل الفائز والإقبال عليه”.

وأبرزت البصري “أهمية أن تتوفر للجوائز لجن أمينة وذات مصداقية ولها وعي بأن منح هذه الجائزة أو تلك ليس عملا دعائيا أو لعبة إعلامية أو سياسية… فالجوائز إذا انحرفت عن مقاصدها النبيلة تصبح نوعا من الانحطاط الأخلاقي، فضلا عما قد تبثه من سموم في شرايين الحياة الثقافية”.

وقالت المتوجّة في الشارقة إن “منح جوائز كبيرة قد يشكل عائقا أمام تطور مسار الكاتب الفائ وقد تعطل مساره الإبداعي إلى الأبد”، مشيرة إلى وجود حالات من هذا القبيل في تاريخ الأدب وتاريخ الجوائز.

وتتناول رواية “الحياة من دوني” (262 صفحة، صدرت عن الدار المصرية اللبنانية ومكتبة الدار العربية بالقاهرة) التي حصلت بفضلها البصري على جائزة “أفضل رواية عربية” في دورة معرض الشارقة الدولي للكتاب، واقع المرأة المغتصبة في فترات الحروب.

وصدرت للبصري عدة أعمال في الشعر والرواية، منها “السابحات في العطش” (شعر، 2014) ورواية “غريتا كاربو” (2015) الحائزة على جائزة كاتب ياسين للرواية بالجزائر 2016 وعلى جائزة سيمون لاندراي في الشعر النسائي في باريس 2017.

وقد تُرجمت مجموعة من أعمال الروائية المغربية إلى العديد من اللغات، كالفرنسية والإسبانية والإنجليزية والإيطالية والتركية. كما مثّلت البصري المغرب في مجموعة من المهرجانات، عربيا ودوليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *