شعر: عبد القادر وساط (أبو سلمى)

فجأة، في محطة الأرصاد الجوية، أجهش المهندسون بالبكاء.
وفي سماء المدينة حلّقتْ نسور ضخمة، مصابة بداء السيدا.
وحدهم العميان كانوا يرون تلك النسور المهيبة، وهي تحلق وفق أشكال هندسية بديعة، ثم تحط ببطء شديد قرب النصب التذكاري للشيطان.
وما إن خيم الليل حتى ظهر في السماء قمران اثنان: قمر للأحياء وآخر للموتى.
ثم صارت للجالسين في المقاهي مناقيرُ غربان.
ولم يكن أحد يعرف أين تختبئ تلك السّلاحف التي تنبعث من تروسها إشعاعات نووية.
الهرب أيضا لم يكن ممكنا.
فجميع السفن في البحر قد اشتعلت فيها النيران.
والمطار الوحيدُ في المدينة يحيط به جنود مقنّعون، مسلحون بالرشّاشات.
لم يكن ثمة من أمل، قال أحد العميان.
إنْ هي إلا ساعات قليلة ويطلق آخر المجانين آخر صرخة له فوق الجسر المنهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *