حاورته: صوفيا العمالكي

انتشر بشكل واسع، قبل أيام، على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لرجل سلطة وهو يعنف مواطن رفض الإمتثال للتعليمات المقررة، مؤخرا، من طرف وزارة الداخلية والداعية إلى عدم الخروج إلا للضرورة القصوى في ظروف حالة الطوارئ الصحية.

وللحديث عن هذا التصرف الذي صدر عن رجل السلطة، والذي خلف جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض، تواصلت جريدة Le12.ma، مع سعيد الكحل، باحث مغربي متخصص في علم الإجتماع، وقدّم الإجابات التالية:

هل تؤيد استعمال القوة أو العنف في فرض نظام الطوارئ ؟.

الدولة في حالة حرب ضد جائحة كورونا وفي سباق ضد الساعة للحد من انتشارها حتى يجد الأطباء الوقت والإمكانيات لمعالجة المصابين، وعدم امتثال عدد من المواطنين لقرار الحظر الصحي هو خطر عليهم وعلى غيرهم من المواطنين. لهذا نحن لسنا في أوضاع عادية حتى يمكن الحديث عن خروقات حقوق الإنسان طالما الحق الأساسي وهو الحق في الحياة مهدد. ومادامت الوضعية تستدعي التعجيل بفرض الحجر، فإن استعمال القوة ضد الرافضين للامتثال يكون مطلوبا حماية للأرواح. وعلينا أن نستحضر تعالي أصوات فئات واسعة من المواطنين مطالبين بنشر الجيش وفرض الحظر بالقوة. فرجل الأمن في هذه الوضعية مثله مثل رجل الوقاية المدنية يحاول إنقاذ غريق وليست له وسائل الإنقاذ فإن هو لاطف الغريق سيغرقان معا وإن هو ضربه ليشل حركته سيتمكن من إنقاذه. العنف مع الغريق في هذه الحالة ضرورة لإنقاذه 

تلقيت انتقادات من طرف حقوقيين حول دفاعك عن استعمال القوة. ما جوابك؟.

أتفهم انتقادات عدد من الحقوقيين وجميعهم ينتقدون كما لو أن الأوضاع عادية. فمنهم من يتخوف من التطبيع مع العنف وهذا تخوف مقبول، ومنهم من يستهين بخطورة الوضعية على الجميع وهذا حاله كحال المتهورين في الشوارع، ومنهم من يستغل الفرصة لتصفية الحساب مع الدولة والنظام وهذا لا اعتبار لانتقاداته. علينا جميعا أن نكسب الحرب ضد الوباء بدعم جهود الدولة وتقدير الضغوط النفسية والإكراهات المادية التي يشتغل فيها رجال الأمن، وطبيعي أن يصدر تصرف ما ضد شخص عرْبَد في وجه شرطي. لهذا على المواطنين أن يحترموا قرار الحظر ولا يستفزوا رجال الأمن الذين يشتغلون فوق طاقتهم ويعرضون حياتهم للخطر من أجل ضمان حياتنا. “فاللهم تصرفيقة تدخل العنيد إلى المنزل أو تجرجيرة في السجن والمحاكم”.

وأحب أن أذكّر هؤلاء المنتقدين أنكم أول من داس كرامة المواطنين محدودي الدخل بسعار التبضع وهوسه فأجهزتم على كل حقوقهم، شغلتكم كرامة مواطن معربد يخرق الحظر ولم تشغلكم كرامة مواطنين جائعين بعدما استنفذتم كل المواد الغذائية بالأسواق الممتازة. 

من المسؤول عن حالات خرق الطوارئ السلطة أو الفرد ؟.

جائحة كورونا حققت مصالحة حقيقية بين المواطنين والدولة بكل مؤسساتها وأجهزتها ، وقد شاهدنا مواقف جد مؤثرة كيف أن المواطنين ينثرون الورود والنساء يملأن الأجواء بالزغاريد ترحيبا بدوريات رجال الأمن وبجهودهم الجبارة والمشكورة التي أعادت الطمأنينة إلى المواطنين بأن الدولة في خدمتهم وتسهر على حماية أرواحهم . إذن السلطة قامت وتقوم بواجبها حتى لا يخرج الوباء عن السيطرة كما يقع في إسبانيا وإيطاليا رغم إمكانياتهما المادية والطبية. فالسلطة لا تُخرج المواطنين من منازلهم ولكن تسهر على بقائهم بها. والمسؤولون عن خرق الحظر هم الأفراد المتهورون أو المستهينون بخطورة الوباء ، وكذا جهات معينة تريد إرباك جهود الدولة انتقاما منها كما تبين فتاوى ودعوات من داخل المغرب ومن خارجه إلى التظاهر لخرق الحظر الصحي .

+صحفية متدربة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *