هـ.ض ــ الدار البيضاء

يبدو أن سُكان مدينة الدار البيضاء المعروفين بـ”الحركية”، بدأو يتعودون شيئا فشيئا على ما تفرضه الحالة الراهنة بضرورة البقاء في المنزل وتغيير روتينهم اليومي، خاصة بالنسبة لـ”ماخدامش”، وذلك من أجل تفادي ما أسموه بـ”الرشيم”، أي “الدخول في حالة الاكتئاب أو الإصابة بأمراض نفسية جراء الحبس في المنزل”، الأمور تسير نحو التعود، “بحالو بحال رمضان الأيام الأولى صعيبة ومن بعد كيجيك ساهل”، المهم هو أخذ الحيطة والحذر من عدو غير مرئي يتربص بالجميع في الخارج.

كُون ما الضَّرورة القصوى مانخرجش !

“الواحد هو لي يبقى فدارو يحمي راسو وغيروا، وكون ما بعض الالتزامات القُصوى مغنخرجش من الدار لأن الأمور خطيرة وخاص كلشي يلتازم”، هكذا تحدث (س.ن) 47 سنة، لـ”le12.ma“، قرب إحدى المخابز العصرية، بمنطقة سيدي مومن بمدينة الدار البيضاء، مؤكدا أنه بعد مرور حوالي 5 أيام عن إعلان حالة الطوارئ في البلاد بدأ بالتعود على الحياة اليومية الجديدة بشكل تدريجي، “صحيح أن اليوم الأول والثاني جاني صعيب، وأظن أن الجميع، كذلك، لكن تعودنا ونتمنى هادشي ميطولش ونقدروا نتغلبوا على الجائحة”. مشددا على ضرورة اتباع الخطوات الاحترازية للوقاية من الفيروس، وكذا عدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار غير الصحيحة، وقال فيما يشبه السخرية: “راه ولا عندنا مرض آخر هو الشائعات عينا منها والله يهدي الجميع”.

“حيد حيد المدرعات جايين”

في منطقة جوهرة بسيدي مومن، لم يتبق على الساعة السادسة مساء سوى ساعة ونصف الساعة، “خوي الطريق حيد حيد بلاك.” موكب مدرعات الجيش الملكي في طريقه إلى “رومبوان العلاء”.. المنظر بدا رهيبا وغير مألوف لدى سكان المنطقة، “كاين لي ماعمرو شاف مدرعة فحياتو حتى فالتصاور.. واليوم هاهي قدها قداش جاية حتى لعندو”، يعلق أحد بائعي الفواكه، على المشهد في لحظة تشد الانتباه.. اصطفت المدرعات من طراز “VAB“، واحدة تلو الأخرى في مكان كان سابقا يضم “صحاب الكراس ديال الماكلة”.. فجأة قفز “صحاب الدوا”، من سيارة تابعة للقوات المساعدة يحملون على ظهورهم “قنينات تحتوي على محلول كيميائي”، من أجل تعقيم المعدات ووسائل نقل السلطة والأمن والوطني.. في الوقت الذي بدأت فيه عناصر الصقور بالتفحص للوثائق ورخص التنقل “من عند مالين الطوموبيلات والدراجات والشاحنات”.

مسؤول أمني قال لـ”le12.ma” إن الأمور تسير وفق ما تم التخطيط لها، ونتمنى من الجميع أن ينخرطوا في الإسهام في القضاء ومحاربة فيروس “كورونا” فقط بالتزامهم في منازلهم واتخاذهم جميع الاحتياطات بالنسبة لـ”غيخرجوا”.

المسؤول الأمني، الذي كان حازما في توجيهه للتعليمات لباقي العناصر الأمنية، أكد أن “بيضاوة يستجبون بشكل إيجابي للتعليمات، وكاين وعي الحمد لله، والكل تقريبا ملتازم بالدخول إلى منازلهم قبل ساعة السادسة”، مشبها الوضع بأجواء رمضان كلشي كيجري باش يلحق الفطور غير هو ماكاينش الزحام”

غيرت برنامج حياتي اليومية بسبب الحجر

غير بعيد عن سيدي مومن انتقلنا إلى منطقة عين السبع، حركية قليلة، “أصلا بنادم فهاد الحي قليل وماومالفش الزحام”، سكان الحي اعتاد الدخول إلى منازلهم في أوقات مبكرة “حنا ماعنداش مشكل ولفنا هادشي بالزربة عا القهوة لي جاتنا صعيبة باقي ماولفناهاش، ولكن كنظن أن الصحة أهم من أي شيء آخر.. المهم هو الالتزام”، يقول (ع.ت) 32 سنة أستاذ لمادة الانجليزية، مؤكدا أنه بعد توقيف الدراسة سارع إلى تسطير برنامج اعتبره بـ”الروتين اليومي”، وذلك بممارسة الرياضة وقراءة الكتب ومتابعة التلاميذ وحثهم على التحصيل العلمي عن بعد، وكل هذا في المنزل فقط.

“كلشي ساد أخاي ديالي”

وفي درب سلطان، أحد الأحياء التي تشهد حركية وازدحاما كبيرا في الأيام العادية، بدا، اليوم، شوارعه وخاصة شارع محمد السادس وكراج علال وطريق مديونة، القريعة، خاوية على عروشها، السيارات وحدها هي التي تمر في احترام للضوابط والقوانين.. “كلشي مسدود، المحلات فالقيساريات ومگازات الجملة والتقسيط، حتى واحد ماكين.. منذ أيام.. كلشي خايف من المرض”، يقول أحد “الگارديانات”، مؤكدا أن الأجواء “مزيانة وكاين تفهم من الشعب.. وحنا حراس مواقف السيارات كون ما الحاجة مغنخرجوش ولكن، عندنا مسؤولية، والله يدير شي تاويل ديال الخير”.

وكانت وزارة الداخلية فرضت حالة الطوارئ الصحية “كوسيلة لا بد منها” لإبقاء فيروس كورونا “تحت السيطرة”، وجاء ذلك بعد سلسلة من الإجراءات الاحترازية المتسارعة في الأيام الأخيرة شملت تعليق كافة الرحلات الدولية للمسافرين وإنشاء الصندوق الخاص لمواجهة جائحة كورونا، وتداعياتها الاقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *