فيديو: محمد السلامي / تقرير: جمال أزضوض

29 فبراير 1960، حوالي الساعة الثانية عشر إلا الربع، ستهتز الأرض من تحت أرجل أبناء مدينة أكادير، وستنهي حياة حوالي ثلث سكان المدينة وقتها، بما يقارب 15000 شخص، وجرح 12،000 آخرين، وترك مالا يقل عن 35،000 شخصا بلا مأوى.

زلزال أكادير الذي بلغت درجته 5,7 على سلم رشتر، يعتبر الأكثر فتكاً في التاريخ المغربي والعربي، إلى حدود اليوم،  وبلغت خسائره 290 مليون دولار.

أتى زلزال الستينات في أكادير، على أجزاء كبيرة من المدينة وأحيائها الرئيسية، كتالبورجت، فونتي، أحشاش وأنزا وبعض المدن مثل إنزڭان، هذه الأحياء التي عاش بين ظهرانيها ما يقدر بـ1،500 يهودي من أصل 2،300 الذين كانوا يعيشون في أكادير فقدوا أرواحهم في الزلزال.

بعد غد السبت 29 فبراير 2020، تخلّد مدينة أكادير الذكرى الستون لهذا الحدث الذي يفضّل ساكنة المدينة أن يسمّوه “ذكرى إعادة إعمار مدينة أكادير” عوض “ذكرى زلزال أكادير” لما له من وقع على نفوس من فقد أغلب أفراد عائلته في هذا الحادث الأليم.

هزة ليلة 29 من فبراير، سبقتها هزّات أرضية متعدّدة قبلها بأيام، لكن السّاكنة تعاملت مع الأمر بكثير من البساطة، بل تحوّلت إلى مادة للمزاح في أوساط السّاكنة، وموضوع للحكي في التجمّعات، يحكي فيها كل فرد عن كيف إهتزت الأرض من تحته وكيف مال معها.

“لم تكن ساكنة أكادير تعرف معنى زلزال”، يقول الروصافي لحسن، الباحث في تاريخ المدينة وأحد الناجين من الكارثة، “حتى بعد خروج البعض من تحت الأنقاض، كنا نتحدّث عن تجريب القنابل أو شيء من هذا القبيل وليس عن زلزال”.

في محاولة منه لوصف العشرين دقيقة بعد الهزة، يقول الروصافي “كانت فاجعة.. كان الظلام والغبار والصمت لمدة 20 دقيقة”، الساكنة كانت تحاول أن تستوعب ما أًصابها، قبل أن يحاول الناجون الخروج من تحت الأنقاض، يضيف الباحث.

الروصافي الشاهد على الكارثة وهو في عمر الزهور، يقول أنه حضر زيارة الملك محمد الخامس للمدينة بعد الكارثة، مشيراً إلى أنه قام بغرس شجرة ضواحي “أحشاش” وأمر بغرس شجرة عن كل ضحية للزلزال، إلا أن هذا الأمر لم يتم، يضيف الروصافي بأسف، بعد وفاة الملك.

تحسّر الروصافي في ختام حديثه إلى Le12.ma، عن إعادة تحويل 5 مقابر جماعية تضم ما بين 8000 إلى 10000 ضحية، كان يتم دفنهم بشكل جماعي، لمقابر للدفن الفردي، بأمر من المجلس البلدي سنة 82، بعد أقل من 18 سنة على “الفاجعة”، وهو ما يتنافى حسب المتحدّث مع الشريعة الإسلامية التي تحث على عدم إعادة دفن الموتى في المقابر إلا بعد مرور 40 سنة على الأقل.

وإستنكر الشاهد إتخاذ هذا القرار من قبل المجلس البلدي آنذاك معتبراً ذلك طمس لتاريخ المدينة، قائلا في هذا الصدد: “يلا سولونا الناس على المقبرة الجماعية اش غادي نقولو ليهم؟ راه التاريخ هذا ! مع الأسف والله يسمح لهادوك لي دارو داكشي”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *