الدار البيضاء: جواد مكرم

 في إطار تغطية جريدة le12.ma لفعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، إلتقينا مساء اليوم الخميس، حكيم بن شماش، الأمين العام المنتهية ولايته لحزب الأصالة والمعاصرة، في رواق من أروقة المعرض، فكانت الدردشة التالية:

ماهو انطباعكم حول نسخة 2020 من المعرض الدولي للكتاب والنشر؟.

 بنشماش:”هو مكسب ثمين للبلد، بيد ما أعجبني في دورة هذه السنة، حسب ما اخبرتني به مديرة المعرض أن الإصدارات الجديدة ارتفعت نسبيا ٢٧%، كما أنني سعدت كثيرا عندما لاحظت أفواجا من التلاميذ يؤطرهم أساتذتهم وهم يزورون المعرض، أتمنى أن اتفهم الحكومة أن تشجيع الكتاب والقراءة هو إستثمار إستراتيجي، وأن مواجهة ثقافة التسطيح الزاحفة هي أولوية قصوى “.

 بما أنكم سياسي مثقف ونحن في فضاء ثقافي، لو سألنكم عما تودون قوله  مثلا لعبد اللطيف وهبي، ماهو جوابكم؟.

بنشماش:”امتنع عن الجواب”

طيب لنبسط السؤال بصيغة أخرى، ولو إلتقينا عبد اللطيف وهبي بمعرض الكتاب و نتمى ذلك، ماذا تودون أن ننقل له من وصايا أو نصائح؟.  

بنشماش:”يبدو أنكم تُلحون في السؤال، طيب، إذا التقيتم وهبي، هنا أخبروه أنني أضيف إلى وصاياي السبعة، وصية ثامنة أوجهها له حصريا قولوا له من خلالها، أن يشتري الكتب وأن يقرأ كتب التاريخ، هذا ما لدي”. إنتهى/ الحوار.

الكلمة الكاملة لحكيم بنشماش خلال مؤتمر “البام” قبل “إشتعال” المواجهات بين المؤتمرين

*الوصايا الـ7 لحكيم بنشماش

“أيتها الرفيقات والرفاق،

المؤتمر سيد نفسه، وستنتخبون، عبر أجهزتكم التقريرية، من ستتحمل أو سيتحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزبنا، ولأن الكلمة شهادة، والاختيار مسؤولية لا مكان فيها للاستهتار، والذاتية، والانتهازية، والرؤى قصيرة النظر، التي قد تخل بتوازن مشهد سياسي برمته، فإني أود أن أوصيكم علنا وحضورا، بما يلي :

أولا: ثقوا في أنفسكم، وفي حزبكم وفي مشروعكم السياسي، وفي قيمه الأساسية، وفي ما نتقاسمه جميعا من تامغربيت، فحاشا أن يكون أمناؤنا العامون ومسؤولو حزبنا السابقون ومؤسسوه الذين خدموا الحزب بكل تفان وإخلاص ووطنية نصابين ومخادعين للدولة، بل هم من خيرة ما أنتجت المدرسة السياسية المغربية من رجال ونساء.

ثانيا: ثقوا في علة وجود حزبكم، واستمروا في الإيمان به ضرورة سياسية ومجتمعية، وفي راهنية ووجاهة دواعي تأسيسه واستمراره، واستدامة عرضه السياسي، وضرورة نضاله بكل الوسائل المتاحة قانونا، من أجل حماية المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، من قوى الإسلام السياسي، والمركب الريعي المصالحي المرتبط به، والذي وصل مده الأسود إلى بيتنا الحزبي.

ثالثا: ثقوا في قدرتكم على الفوز في الاستحقاقات الانتخابية المختلفة المقبلة، فلا شيء يدعوكم إلى الانهزام المسبق، و انتظار القيام بخدمة لا تليق بكم ولا بموقع حزبكم: خدمة العجلة الاحتياطية والمكملة لحزب شرعت أقنعته تتساقط وبدأت حقيقته تتكشف أمام أعين المغاربة ، نظير ما سيتفضل به عليكم،من مناصب وزارية أو من انتدابات تنفيذية ومهام إدارية، تلبية لرغبات ذاتية، غير قادرة على إدراك سمو منطق رجال الدولة ومنطق المؤسسات، ومنطق التعددية، ومنطق ضرورات حضور عروض سياسية متمايزة ومتباينة وبدائل جدية، حماية للمجتمع الديمقراطي من عوارض الأردوغانية المغربية.

رابعا: واجهوا بالحجة الدامغة، كل السرديات الضالة، التي تحاول تبخيس موقع حزبكم، مدعية انعدام استقلاليته فيما سبق من ولايات منذ تأسيسه إلى الآن، فهذا الادعاء المغرض، الصادر عن خصوم حزبنا من الخارج و الداخل، هو مجرد وهم، وأسطورة سوداء، وسلاح نفسي لهزيمتكم والنيل من اعتدادكم بنبل مشروع الحزب.

خامسا: ثقوا في النبوغ المغربي، وفي متانة وصمود مؤسساتكم الدستورية، ومشروعيتها العابرة للأزمنة، والمنتصرة على جميع من أراد بها سوء بفعل متآمر، أو بعدوان رمزي.

سادسا: تذكروا أن هدفنا كان ،ولا يزال، هو المساهمة في تقوية وتوطيد تجربتنا الديمقراطية في محيط إقليمي وجهوي مضطرب وحابل بالتهديدات والتحديات، و في عالم متسارع الخطوات متقلب الأمزجة متنافر الرغبات متعثر الخطوات. وها نحن نرى الدمار الذي لحق بالجغرافيات المتناثرة حولنا والتمزق الذي يطال أوصال البلدان والأمصار، والحرائق التي تشتعل دون أمل في الانطفاء… مما يجعل مسؤوليتنا في النهوض بدورنا تتجاوز الهم والتنافس الانتخابيين وتتجسد في الحفاظ على أمن بلادنا واستقرارها، باعتبار هذين الشرطين ضروريين لكل آمالنا في التنمية والديمقراطية. شرطان يجب أن نشد عليهما بالنواجد، اليوم وغدا، بلا وهن ولا تراخي

سابعا:تذكروا أخيرا أن مصدر قوتكم في وحدتكم، في تنوع وتعدد مشاربكم ولكن أيضا وأساسا في صلابة وحدتكم وفي متانة وصدق الالتزام بالقيم المؤسسة للحزب.

تلك شهادتي وتلك وصيتي إليكم، وأتمنى للمؤتمر كامل التوفيق والنجاح في أشغاله، وإني أجدد التأكيد على أنني سأبقى، بالرغم من أذى وظلم ذوي القربى، مناضلا صادقا وفيا الى جانبكم، عاملا مثابرا في صفوف الحزب، من أي موقع أكون فيه، اليوم أو غدا”.

 

 مقتطف من كلمة بن شماش خلال المؤتمر الرابع لحزب الاصالة والمعاصرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *