فيصل بندادي/ ويكيبيديا

في محاولة منه لشرح مضامين أغنية أمازيغية/قبائلية شهيرة، للفنان الجزائري، إيدير، تُدعى “باباينوفا” أنجز اليوتيوبر المغربي مصطفى الفكاك المعروف في مواع التواصل الاجتماعي بـ”سوينغا”، شريط فيديو يجسّد فيه قصة الأغنية عن طريق الرسوم المتحرّكة وصوت الرّاوية.

وتدور الأغنية في إطار أسطورة بربرية/أمازيغية ملخّصها كفاح وتضحية فتاة اسمها “غريبة” نحو والدها العجوز “إينوفا” وإخوتها الصغار وهي في ربيع العمر، من أجل لقمة العيش لها ولأسرتها في بقعة من بقاع الأرض.

الأغنية مستمدّة من أسطورة جزائرية/أمازيغية يبلغ عمرها عشرات القرون وهي تروي حكاية سندريلا المغاربية، الفتاة التي تعمل طوال النهار في حقول الزيتون تقطف الثمار وتحرث الأرض وتعلف للمواشي. فإذا غربت الشمس، عادت تجرّ تعبها إلى البيت، حيث يقبع أبوها الشيخ وإخوتها الصغار، تدقّ الباب فيحتار الشيخ أيفتح الباب لقادمٍ لا يعرفه ـ تسمّيه الأسطورة وحش الغابة ـ فيقضي على أولاده ولا يستطيع له دفعًا، أم يسدّ الباب في وجه من تقول أنّها ابنته.

تتدخّل الأسطورة لموقف إنساني، لتقول أن الوالد اتّفق مع البنت على أن تَرُجَّ أساورها التي تحفظ صوتها، فإذا سمعه فتح الباب لابنته، ولما تحمل من رزق عندها فقط تلج البيت بعد الاختبار وتأوي إلى حضن الوالد الهرم منشدة حزناً “أخاف وحش الغابة يا أبي” فيجيبها والدها متأسفاً وباكياً “وأنا أيضًا أخافه يابنتي”. ويطلب الوالد غفران الصغيرة لعدم فتح الباب لها من أوّل طرقة.

ثم تحمل الأغنية المستمع إلى أجواء المنطقة المثلّجة لتروي حكاية الشيّخ المتلفّع في بُرْنُسِهِ وابنه المهموم بلقمة العيش، والعجوز التي تنسج على المنول، والأطفال حولها يحلمون بالربيع المقبل.. بأعراسه وبركاته.. بتُفَّاحِهِ وخَوْخِهِ ومِشْمِشِهِ.. وذلك رغم الثلج الرابض خلف الباب.. بينما يختفي القمر وتحتجب النجوم ويتوسّد الشبان والأطفال أمانيهم فيما يستمعون لأقاصيص الجدّة العجوز.

الأغنية من تلحين الفنان الجزائري الأمازيغي الشهير، إيدير، واشترك مع الشاعر محمد بن حمدوش في كتابة كلماتها باللغة الأمازيغية وتحديدا اللهجة القبائلية.

وتعتبر الأغنية (التهويدة) أوّل أغنية لإدير، صدرت في ألبوم يحمل نفس الاسم عام 1976، ولاقت لدى صدورها نجاحا باهرا.

شاهد الفيديو:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *