الرباط: جواد مكرم
في تطور جديد، لتلويح مولاي حفيظ العلمي، الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، بـ”تمزيق” إتفاقية التبادل الحر مع تركيا جراء الخسائر المغربية المقدرة بمليارين دولار، أعلن الإتحاد العام لمقاولات المغرب، عن تأييده لأي خطوة تتخذها السلطات المغربية لحماية الإقتصاد الوطني، ما يهدد بمغادرة العديد من العلامات التركية من السوق المغربي، ووقف تصدير منتوجات إلى المغرب، مؤطرة بضوابط اتفاقية التبادل الحر.
وقال مصدر جيد الإطلاع، بالإتحاد العام لجريدة le12.ma ،”إننا داخل الإتحاد العام لمقاولات المغرب، نؤيد أي خطوة تتخذها السلطات المغربية لحماية الإقتصاد الوطني”.
الباطرونا تؤيد
وأكد المتحدث نفسه، أن تلويح مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، بـ”إلغاء” إتفاقية التبادل الحر مع تركيا، ما هو إلا تعبير عن الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الوطني، خاصة على مستوى قطاع النسيج والألبسة المستوردة.
وذكر مصدرنا، بمواقف الاتحاد العام لمقاولات المغرب في هذا الصدد، والتي كان من أبرزها، دعوة فريق “الباطرونا” في مجلس المستشارين، قبل نحو سنة، في سؤال وجه إلى مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، تساءل من خلاله حول مدى قيام الوزارة بتقييم لإتفاقيات التبادل الحرة المبرمة مع بين المغرب وعدد من الدول العربية منها والغربية ومنها تركيا.
وأشار المصدر ذاته، الذي رفض الكشف عن هويته، إلى تعهد الوزير بتقييم تلك الاتفاقيات وعدم التردد في إلغاء الاتفاقيات التي تلحق ضررا بالاقتصاد الوطني، أو نتج عنها إختلال كبير في الميزان التجاري بين البلدين في غير صالح المغرب، وهو ما حصل مع تركيا.
ودعا مصدر الجريدة، إلى عدم الخلط بين تلويح الوزير مولاي حفيظ بإلغاء إتفاقية التبادل الحر مع تركيا، وعدم التلويح بإلغاء نفس الاتفاقية المبرمة مثلا مع أمريكا أو الصين، دون أن الرجوع إلى نتائج الميزان التجاري بين البلدين وحجم صادرات المغرب إلى تلك البلدان.
ويأتي تأييد “الباطرونا”، لتلويح مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، بـ”تمزيق” إتفاقية التبادل الحر مع تركيا، قبل ساعات من إحتضان الرباط، منتدى الاستثمار ومناخ الأعمال المغربي التركي، واجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين.
العلمي وروهصان
وتوجهت مساء اليوم الثلاثاء إلى المغرب، روهصار بيكجان وزيرة التجارة التركية، قادمة من نيجيريا، حيث شاركت رفقة رجال أعمال أتراك، في منتدى الأعمال التركي النيجيري، أجرت خلاله لقاءات مع كل من يمي أوسينباجو، نائب الرئيس النيجيري، و زوباريو دادا، وزير الخارجية ، و ريتشارد أوتينبا أدانيي أدابايو، وزير الصناعة والتجارة والاستثمارات النيجيري، ورجال اعمال نيجيريين.
و ستعقد “بيكجان”، لقاءات ثنائية مع كلّ من مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة الاقتصاد الاخضر والرقمي، ومحمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، وعبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء،
وفي حديثه للأناضول، قال محمد بيوك أكشي، رئيس مجلس الأعمال التركي المغربي، إن رجال الأعمال الأتراك يمتلكون استمثارات في المغرب، بقيمة مليار دولار تقريباً، موفّرين فرص عمل لقرابة 8 آلاف مواطن مغربي.
بيد أن الوزير العلمي، كان قبل تلويحه أمس بمجلس النواب” بـ”تمزيق” إتفاقية التبادل الحر مع تركيا، قد أجرى قبل أسابيع، على هامش اجتماع الدورة 34 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (كومسيك)، لقاء مع روهصار بكجان، وزيرة التجارة التركية، وأكد لها تفاقم عجز الميزان التجاري لصالح تركيا والانعكاسات السلبية لاتفاق التبادل الحر على المقاولات المغربية.
ملياري دولار
وقال مولاي حفيظ العلمي، إن المغرب يتكبد خسارة ملياري دولار جراء اتفاق التبادل الحر مع تركيا.
وأوضح الوزير خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية أمس الاثنين بمجلس النواب، أن اتفاقية التبادل الحر مع تركيا، أغرقت السوق المغربية خاصة قطاع النسيج والحديد، مشيرا إلى أن المملكة واجهت هذا الأمر بإجراءات عملية.
وكشف الوزير أن لقاءً جديدا سيجمعه غداً مع وزيرة التجارة التركية حول اتفاقية التبادل الحر، مؤكدا أنه سبق له أن حدث الطرف التركي على إيجاد حلول، أو إلغاء الاتفاقية بشكل نهائي.
وأكد العلمي على أن المغرب لن يقبل بتدمير أي دولة كيفما كانت لاقتصاده الوطني، مسترسلاً “ليست لدينا أي مشكلة مع أي بلد، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن نقبل أن تقوم أي دولة بهدم مناصب الشغل في بلدنا”.
وأضاف العلمي أن المغرب مرتبط بـ56 بلداً في إطار اتفاقيات التبادل الحر، وأن عددا منها حققت نتائج جيدة في مجالات مختلفة، منها ارتفاع صادرات المغرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلى 16 في المائة، و13 في المائة بالنسبة للدول العربية.
علامات معلقة
ويرى الوزير العلمي أن “الإشكال يكمن في العجز التجاري المغربي الذي تخلفه بعض الاتفاقيات، منها اتفاقية تبادل الحر مع تركيا”، قائلا “لذلك نقوم اليوم بإعادة النظر في بعض الاتفاقيات وليس كلها”.
ويطرح التساؤل عما إذا كان إلغاء اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وتركيا، سيؤدي الى مغادرة العديد من العلامات التجارية التركية المستقرة بالمغرب، خاصة سلسلة بيم و ديفاكتو و”أل سي وايكيكي”…
وتتنوع العلامات التركية بين الصناعات الغذائية والحلويات والمقاهي والمطاعم والمأكولات والملابس والأزياء والأقمشة ومستحضرات التجميل والعطور والإكسسوارات وغيرها.
و تعد سلسلة “أل سي وايكيكي” أشهر العلامات التجارية التركية في مجال الالبسة، وقد انطلق هذا المتجر إلى العالمية من باريس في العام 1985، ويضم الآن أكثر من 684 متجرا موزعة على 32 دولة، وتكثر فروعه في مدينتي إسطنبول وأنقرة التركيتين، ويشغل قرابة 22 ألف موظف، كما لها فروع في العالم منها فرع المغرب.
وإلى جانبها تعرف تركيا بالمئات من علامات متاجر الملابس والإكسسوارات والأحذية والحقائب التابعة لماركات ذائعة الصيت، مثل “كوتون” و”كولازيون”، و”هوتيش”، و”فلو”، و”ديفاكتو” وغيرها، منها ما تعرف عليه المغاربة من خلال فروعها بالمغرب.
