جواد مكرم

أبدى حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم الخميس، تفاؤله إزاء حدث المصالحة بين “تيارَي المستقبل” و”الشرعية”، مشددا على أن “المصالحة نجحت في إجهاض خطط تصفية مشروعنا السياسي والقضاء على تجربة فريدة في المشهد الحزبي الوطني، الفخور بتعدديته”. 

وقال بنشماش، في تصريح لجريدة “le12.ma” إن الحزب “ودّع آخر أيام 2019 واستقبل أولى أيام 2020 بحدث سعيد، واعد بأفق انبعاث متجدد لمشروعنا السياسي، ألا وهو حدث المصالحة، التي سيلتئم بفضلها، من جديد، شمل مناضلات ومناضلي الحزب وسيغدو ما عشنا جميعا من أزمات ومصاعب تنظيمية جزءا من الماضي وصفحة طُويت من تاريخ حزبنا ولن تقرأ مجددا إلا بعين ناقدة تستلهم منها العبرة بهدف عدم تكرار ما جرى”.

وواصل الأمين العام لحزب “الجرار” قائلا إن “ما عشنا من مصاعب خلفت لدينا جميعا جروحا في ذواتنا وفي ذات تنظيمنا، كان، بمقياس التاريخ، مظهرا من مظاهر أزمة نمو حزبنا ومحطة مؤلمة من مسار النمو هذا، غير أن الخطأ، كل الخطأ، هو اختيار المكوث في هذه المحطة الحرجة وعدم تعبئة الطاقات، بكل مصادرها النفسية والفكرية والتنظيمية، من أجل استلهام العبرة من هذا المسار الصعب واستثمار عناصر القوة التي يحمل كل مناضل ومناضلة في حزبنا واستشراف آفاق أرحب لمشروعنا السياسي”.

وذكّر بشنماش بأنّ حدث المصالحة، الذي وصفه بـ”السعيد”، لم يكن ممكن التحقيق “لولا ما أبان عنه مناضلات ومناضلو الحزب الصادقون، الأوفياء منهم لقيم التأسيس، في مختلف أجهزته، من بعد رؤية وسعة صدر وقدرة على تجاوز الذاتيات واستحضار الدواعي التي جعلت من مشروعنا السياسي، ولازالت، ضرورة مجتمعية وعنصر توازن، بكل معانيه الفكرية والسياسية، وعاملا مسهما في حماية المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أنه بفضل “المصالحة تمكّن الحزب من تفويت الفرصة على من أراد توظيف ما أسهمنا جميعا في بنائه على مدى أكثر من عشر سنوات، لخدمة أجندات ذاتية غارقة في الانتهازية، كما نجحنا، حتى الآن، في إجهاض خطط تصفية مشروعنا السياسي والقضاء على تجربة فريدة في المشهد الحزبي الوطني، الفخور بتعدديته، التي تعود إلى فجر استقلال البلاد، كما فوّتنا الفرصة جميعا على كل من أرادوا القضاء على تجربة حزبنا، وهم متباينون من حيث مصالحهم ومواقعهم وأهدافهم الظرفية والإستراتيجية، لكنهم يلتقون في هدف مشترك، يتمثل في ترسيم مشهد سياسي مرتهن، على المدى المتوسط وربما الطويل، بعرض حزبي محافظ مهيمن ورديف ريعيّ ومصالحي مرتبط بالعرض المذكور”.

وأضاف بنشماش في هذا السيّاق أنه “غير خاف ما يمثله هذا الأفق المظلم من مخاطر على استقرار وأمن وتنمية بلادنا في ظلّ أزمة النسيج الوطني للوساطة السياسية والمدنية والاجتماعية وفي ظل محيط إقليمي مضطرب”.

ودعا بنشماش، في ختام تصريحه، إلى “التحضير الجيد والفعال للمؤتمر الرابع للحزب”، وهو المؤتمر “الذي نريد جميعا أن نمضي إليه بنفَس وحدويّ كي يكون مؤتمر التئام الشمل والانطلاق الوثاب نحو آفاق سياسية واعدة، بفضل استثمار الروح التوافقية والبنّاءة والإيجابية التي يحملها مسار المصالحة”.

ولفت بنشماش إلى أنه يجب “استدراك ما ضاع، من زمن تنظيمي وسياسي، وتقديم ما يمليه دورنا المؤسساتي كحزب سياسي من عروض برنامجية وإسهامات في مختلف أوراش العقد الثالث من عهد جلالة الملك محمد السادس، لا سيما أوراش التفكير الجماعي والتشاركي في النموذج التنموي الجديد وتأهيل الحقل الحزبي وتسريع وتيرة تفعيل الجهوية المتقدمة، إضافة الى ضرورة مواصلة تقديم إسهامنا الوطني لتقوية مناعة دولتنا الوطنية في مجابهة الصدمات الخارجية والتحديات الآتية من بيئة جهوية ودولية شديدة التعقيد”.

وشدّد بنشماش على “إعادة التموقع كوسيط حزبي فعال (على المستويين السياسي والترابي) والاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المختلفة والعمل بكل الوسائل المتاحة على منح الناخبات والناخبين أفقا  آخر بديلا عما يراد ترسيمه من عرض سياسي مهيمن، على المديين المتوسط والطويل، وتقديم عرض سياسي يتبنى أفق العدالة الاجتماعية والمجالية والجيلية وقيم المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، ويرتكز على تامغربييت، بوصفها وطنية دامجة وموحِّدة وغنية بتنوعها، وهي، أولا  وأخيرا، قيم العهد الجديد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *