حسين دادا

 

لا يمر عام بالمغرب إلا وتتعدد فيه عثرات السياسيين، والتي أصبحت محط اهتمام الصحافة والرأي العام. وحتى إن أَفَلَت من “فضيحة” سقط تحت ركام أخرى، لتشغل الناس زمناً غير يسير.

في الورقة التالي نعيد  شريط أحداث 2019 ، لنقف عند ساسة  من بين آخرين، قذفت بهم عواصف الانزلاقات ورياح الفضائح إلى مرمى انتقادات الرأي العام..

سقطة "جنسية"جديدة لمحمد يتيم
سقطة “جنسية”جديدة لمحمد يتيم

محمد يتيم والحب الأعمى!

لم تخمد بعد النار المستعرة التي أججتها قصة محمد يتيم، وزير الشغل السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية، العام الماضي، بعدما التقطته عدسات الكاميرا وهو ينعم بالحب في باريس، حيث ظهر في الصور التي تداولتها الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي وهو يسير في شارع باريسي ممسكا بيد فتاة “سافرة”، حتى عاد إلى دائرة الضوء مجددا هذا العام في واقعة غريبة ومثيرة، حين نشر على حسابه الشخصي في “فيسبوك” صورة “خليعة” لفتاة عارية، قبل أن يتدارك الأمر ويحذفها، ليهاجمه بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية بسبب هذا التصرف، الذي اعتبروه صبيانياً، خصوصاً أنه صادر عن مسؤول حكومي، متسائلين عن السبب الحقيقي وراء نشر مثل هذه الصور المخلة بالحياء العام، ليقوم الوزير بعد ذلك- بحذف وتعويض التدوينة بمنشور يتحدث عن نظام التغطية والاجتماعية للمستقلين.

ماء العينين بين الحجاب والسفور!

في مطلع عام 2019، اندلع نقاش مجتمعي بالمغرب انخرط فيه الجميع، أججته أمينة ماء العينين، القيادية بحزب العدالة والتنمية، حين انتشرت صورة لها كالنار في الهشيم، وهي تتبختر بفستان عصري وسط ساحة “لافوندوم” الباريسية، ما حوّل الواقعة إلى مادة دسمة للصحف الدولية، التي تناولتها بالتحليل، محاولة تفكيك ازدواجية خطاب “الحزب الإخواني” المغربي.

من جهتها، نفت ماء العينين أن تكون هي المرأة الظاهرة في الصورة، معتبرة أن بعض الباحثين عن إثارة المشاكل قد استخدموا تقنية “فوتوشوب” ليُفبركوا لها تلك الصورة، هذا التصريح الذي لم يجد له صدى لدى بعض السياسيين والمثقفين، فضلا عن الجمعيات الحقوقية التي أدلت برأيها في القضية، ليتحول الأمر إلى صراع إيديولوجي استغله الفرقاء السياسيون بالمغرب للنيل من خصومهم.

وقد اتهم الإسلاميون الليبراليين باتخاذ هذه القضية ذريعة لتصفية حساباتهم معهم، وإيلاء الأمر أهمية لا يستحقها، فيما اتهم الليبراليون الإسلاميين بالاتجاه إلى نهج خطاب المظلومية كحالة عاطفية نفسية لتخفيف الضغط عليهم.

 

بنكيران في أحضان 7 ملايين سنتيم!

لم يلبث عدد من المثقفين المغاربة وحشد لا يُحصى من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حين تناهى إلى أسماعهم أن عبد الإله بنكيران قد حصل على تقاعد مُرضٍ إلى أبعد الحدود بعد هجره كرسي رئاسة الحكومة الذي لم يشغله أكثر من 5 سنوات ونصف، أن نفثوا نيران احتجاجهم في وجهه، لاسيما حين تأكدوا من أن “الإكرامية السخية” التي سيتحصل عليها شهريا إلى يوم وفاته تناهز 7 ملايين سنتيم، معتبرين الأمر أحد أبشع أوجه الريع التي تنخر المجتمع المغربي.

وهاجم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بنكيران لنقضه لوعده، الذي ظل يردده بالمجالس الحكومية والبرلمان والتجمعات الخطابية، بأنه ضد استمرار تقاعد الوزراء، وفاتح لأجله الملك محمد السادس لأجل تخفيض قيمة التقاعد إلى أقل من تقاعد البرلمانيين الذي يتراوح بين 7 آلاف درهم و20 ألفا، حسب عدد الولايات التشريعية، مع تقليص شروط الاستفادة منه، والبحث عن شغل بعد انتهاء الولاية الحكومية، أو الاستفادة من المعاش الوظيفي للمسؤول الحكومي قبل تحمل المسؤولية الوزارية.

 

نبيل بنعبد الله.. مقر حزب أم قاعة حفلات؟

سربت وسائل إعلام مختلفة خبر قيام نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بكراء المقر المركزي لحزبه، الموجود بحي الرياض في الرباط، لجمعية “نفحات تراثية”، لتنظم فيه حفلا موسيقيا في مارس الماضي، مقابل 200 درهم للتذكرة.

وأجمع ناشطون منتمون لحزب بنعبد الله، وكذا لأحزاب سياسية أخرى، على رأي يقول إنه في الوقت الذي تعيش فيه الاحزاب السياسية أزمة عزوف الشباب عن السياسة، نظرا لتغييبها أوراش التواصل المساهمة في تأطير المواطنين وتشجيعهم على ممارسة حقهم الدستوري في السياسة، فضلا عن فشلها في تحقيق وعودها للناخبين عقب وصولها إلى السلطة، فضّل حزب التقدم والاشتراكية تحويل مقره إلى قاعة للأفراح، يكتريها لجمعية تنغم على عود هموم المواطنين، وتسترزق على حساب سمعة الحزب اليساري.

 

مطبخ المحافظة وموسوعة “غينيس”

أوردت وسائل إعلام مختلفة خبراً تناقله موظفو وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك في دجنبر الحالي، يكشف صلة الوزارة التي يوجد على راسها اعمارة، الوزير  بفضيحة تجهيز مطبخ المقر الجديد للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري، المتواجد بحي الرياض بالرباط، والمقدرة م صفقته بمليار و800 مليون سنتيم.

وقد وحددت وكالة المحافظة العقارية والوزارة في دفتر التحملات جملة من المعايير الواجب توفرها في الشركات المتنافسة على طلب العروض الخاص بمطبخ المحافظة، أبرزها أن تكون التجهيزات من ماركات عالمية، كالأفرنة والثلاجات، وقاعات كبرى للتبريد، إضافة لقاعة تخزين اللحوم، وأثاث مختلف، وطاولات وكراس ذات جودة رفيعة، إضافة إلى غرف تبديل الملابس، ومنطقة مخصصة للنفايات.

من جهتم، لم يتجاوز رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأمر دون أن يدلوا بآرائهم فيه، حيث استغربوا جميعا أن يتم تبذير هذا الغلاف المالي الكبير على مطبخ في مؤسسة للدولة، ليُقسم بعضهم إن مطبخ الملياردير الأمريكي بيل غيتس لم يتطلب كل هذه الأموال، ليعتبروه مناسبا لدخول موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية كأغلى مطبخ في العالم!.

=كاريكتير: أرشيف كدار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *