الرباط: متابعة Le12

نظم بيت الشعر في المغرب بتعاون مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، مساء اليوم الخميس بالرباط، أمسية الشاعرة وفاء العمراني، وذلك احتفاء بتجربتها في الشعر والحياة، خلال مسيرتها الشعرية التي امتدت على مدى 40 سنة.

وألقت الشاعرة المغربية وفاء العمراني على نغمات العود، وأمام حشد من الشعراء والأدباء والمثقفين، أجمل قصائدها الطويلة والقصيرة تتغنى بالوطن، والإنتماء، والحب، منها قصيدة “إبن البلد”، و”العاشق معشوقا” و”هيأت لك”، و”نمطر غيابا”، أخذت معها الحضور في عوالم انسانية حالمة، حيث الكلمة الراقية،والإحساس المرهف.

كما تغنت وفاء العمراني في هذه الأمسية، ب”ثلاثة الغياب”، المهداة لروح الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، والتي تتكون من ثلاث قصائد وهي “سرير الغياب” و”ربيع الغياب” و”كرسي الغياب”، والتي تمتح جميعها من معين الحزن والألم والذكرى والشجن، وهي قصائد، استثارت مشاعر الجمهور الحاضر وانتزعت صيحات إعجاب ، وتصفيقات الكثيرين منه.

وفي تصريح خصت به وكالة”لاماب”، أكدت وفاء العمراني، على أن الشعر يعد انتصارا لقيم الحب والخير والجمال في مواجهة قوى وقيم الظلام والإرهاب، موضحة أن الشعر قيمة روحية وإنسانية جميلة تسمو بالمشاعر والأحاسيس بعيدا عن إكراهات الواقع ومشاكله وصعوباته.

ودعت الشاعرة المغربية، الشعراء الشباب إلى التمسك بأحلامهم وبالكلمة الصادقة، رغم صعوبات الحياة التي ستواجههم، مضيفة أن الآلام دائما ما تصنع العظماء.

من جانبه، قال الشاعر المغربي وعضو الهيئة التنفيذية في بيت الشعر في المغرب، نجيب خداري، إن ما يميز وفاء العمراني كونها شاعرة “حقيقية وصادقة”، مؤكدا أنها نجحت في جذب انتباه الجمهور بشعر قل نظيره اليوم، من خلال إلقائها الفريد والمتميز للقصائد الشعرية.

وعبر السيد خداري، في تصريح مماثل، عن سعادة أعضاء بيت الشعر في المغرب بالاحتفاء بشاعرة “معروفة على نطاق واسع بين الشعراء والأدباء العرب”، متمنيا لها مزيدا من التألق.

ولعل أكثر ما شد الجمهور الحاضر في هذه الأمسية، القدرة المتميزة للشاعرة وفاء العمراني على الإلقاء الشعري بطريقة تشد انتباه وأحاسيس المتلقي، إلى جانب جمالية التقديم وحسن المزاوجة بين الكلمة ومعناها.

تجدر الإشارة إلى أن الشاعرة وفاء العمراني من أبرز الأصوات الشعرية المغربية، بدأت مسارها الشعري في ثمانينيات القرن الماضي، حيث نشرت قصائدها في المنابر الأدبية والثقافية داخل المغرب وخارجه. كما حازت جائزة المغرب للكتاب في الإبداع الأدبي، صنف الشعر، عن ديوانها “هيأت لك” سنة 2002. وقد شاركت الشاعرة المغربية في العديد من اللقاءات الشعرية العربية والدولية، وصدرت أشعارها مترجمة في عدد من المجلات والأنطولوجيات بالفرنسية والإنجليزية والألمانية والمقدونية والإسبانية.

يذكر أن وفاء العمراني بالإضافة إلى كونها شاعرة، فهي أستاذة جامعية وباحثة، حاصلة على إجازة في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعلى دبلوم الدراسات العليا من الجامعة نفسها في تخصص الأدب العربي الحديث. كما هيأت أطروحة حول الحداثة في شعر أدونيس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *