إلياس الزاهدي

استقرّت اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني على اختيار محور “معاناة النساء في الحروب وهواجس الحماية الإنسانية” موضوعا للمائدة المستديرة التي نظمتها مساء أمس الجمعة كشكل يضاف إلى باقي الأشكال التي احتفلت بها اللجنة هذه السنة بمرور الذكرى السبعين على اعتماد اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949. 

وابرزت فريدة الخمليشي، رئيسة اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، في كلمة افتتاحية بالمناسبة، أن موضوع معاناة النساء في النزاعات المسلحة يكتسي أهمية ويطرح للنقاش من خلال رواية “الحياة من دوني” للكاتبة المقتدرة عائشة البصري. 

وتابعت الخمليشي أنه إلى جانب تميز العمل الأدبي، فإن الموضوع يطرح “إشكال الحماية القانونية للنساء في زمن النزاعات المسلحة ويدعو إلى التساؤل عما أعدّ القانون الدولي الإنساني والتشريع الوطني للتصدي لمثل هذه الحالات، بالوقاية منها والزجر عنها”. 

وشدّدت الخمليشي على أن اللجنة حرصت على مواكبة هذا العمل الأدبي بمداخلات تعرض الأفعال التي تستبيح المرأة في الحروب والقواعد المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية والتشريع الداخلي لمواجهة تلك الأفعال. وذكرّت، من جهة، بروح القانون الدولي الإنساني، الذي يروم حماية كل الذين لا يشاركون في الحروب، ومن جهة ثانية، بالتزام المغرب دستوريا بالنهوض بمنظومة هذا القانون.

وذهبت المتحدثة ذاتها إلى أن الإشكال الذي يبقى مطروحا يتعلق بمدى فعالية الإطار القانوني الدولي والإنساني في توفير الحماية الإنسانية، مبرزة تحديات ضمان الحماية الإنسانية التي شكلت صلب النقاش في المائدة المستديرة، بحضور فعاليات وكفاءات حقوقية وأدبية أغنت النقاش، إلى جانب الكاتبة عائشة البصري، صاحبه “الحياة من دوني”، الحائزة على جائزة الرواية في المعرض الدولي للكتاب بالشارقة سنة 2018، وهي الرواية التي تناولت معاناة النساء الصينيات من ويلات الحرب العالمية الثانية في إحدى المدن الصينية وما تكبدّن من استباحة لأجسادهنّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *