le12.ma -وكالات

 

في الوقت الذي تمكنت نسبة % 59.1 فقط من المواطنين الأوربيين، أغلبهم من طلاب المدارس الثانوية، من تحديد موقع المغرب على خريطة العالم، لم تتجاوز النسبة بين الأمريكيين % 39.5، ليتأكد بذلك التراجع الكبير في علوم الجغرافيا لدى الغربيين، خاصة الفئات المتمدرسة منهم، التي أضحت تولي اهتماما أكبر بعلوم أخرى أكثر ارتباطا بحياتهم اليومية، كعلوم الحواسيب.

وحسب ما أورد استطلاع للرأي، أشرف عليه معهد الدراسات “هوليداي كوتاج” البريطاني ونُشر في موقعه أول أمس الثلاثاء، شمل ما يناهز 3 آلاف شخص من أعمار مختلفة، ينتمون إلى أوروبا والولايات المتحدة، أغلبهم طلبة في المدارس الثانوية، سألهم خلاله عن تحديد مواقع 16 دولة من مختلف أنحاء العالم، منها المغرب، على الخريطة، فقد كانت الخلاصات “صادمة”، تؤكد عدم إلمام الأوربيين، كما الأمريكيين، بمواقع أغلب تلك الدول، مع تمتّع الأوربيين ببعض الأفضلية على الأمريكيين في ذلك. وكانت نتائجهم أفضل من مواطني “بلاد العم سام”، محققين نسبة إجمالية معدلها لا يتجاوز %51، بينما استقرت نسبة الأمريكيين في 42 %.

وأفادت الدراسة بأن % 28.2 فقط من الأمريكيين حددوا موقع سوريا، في مقابل % 43.7 من الأوروبيين، رغم أن هذا البلد الشرق أوسطي يعرف قلاقل سياسية خطيرة وتتصدر أخباره عناوين الصحف والنشرات الإخبارية في التلفزيون منذ ما يزيد عن ثماني سنوات.

كما حدد 38.2 في المائة فقط من الأوربيين و 44.8 في المائة من نظرائهم الأوربيين مكان أفغانستان، رغم أن آلاف الجنود من كلا القارتين يوجدون في أراضيها منذ 2002، أي شهورا قليلة ما بعد الاعتداءات الإرهابية لـ11 شتنبر. ولم يتجاوز من حددوا مكان كوريا الشمالية من الأمريكيين نسبة 47.2 في المائة و55.2 في المائة من الأوربيين، علما أن هذا البلد الأسيوي يُعدّ، حسب ما تُروّج الحكومات ووسائل الإعلام في القارتين، مصدرَ تهديد مباشر لنمط الحياة الليبرالي، المنبني على مبدإ إطلاق العنان للحُريات.

وخلصت الدراسة إلى المواطن الأوربي، كما الأمريكي، أضحى أكثر تقوقعا على ذاته، رغم كون وسائل الإعلام، كما الإنترنيت، تتيح له إمكان الانفتاح أكثر من ذي قبل على العالم؛ ومَردّ ذلك كون الكم الهائل من انشغالاته اليومية، التي تتّسم بطابع البراغماتية، لا تُتيح له الفرصة للاطلاع على أخبار شعوب أخرى، ما ينعكس بالسلب على نتائج الطلبة في القارتين معا في عدد من المواد الدراسية التي لا يعدّونها ذات صلة مباشرة بصميم حياتهم الشخصية، كالتاريخ والفلسفة وغيرهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *