عبد الواحد الدريوش

ملّي تدير موعد مع أوزين باش تغدّاو نهار الحدّ.. عليك أن تدرك جيدا أن الحديث سيطول حول موضوع واحد ووحيد هو القضية الأمازيغية..

أوزين عاش شبابه في بيئة مفحمة بالصراعات السياسية التي ميزت مغرب ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.. إلى جانب أبناء الجنرال أوفقير والمهدي بنبركة ومحمد الغزاوي والزغاري وباحنيني والسرفاتي… وكان آنذاك شابا يعيش تموجات مغرب تتقاذفه تيارات التغريب، تارة، والتعريب، تارة أخرى، وبالرغم من ذلك، ظل متمسكا بهويته الأصيلة، الأمازيغية..

واحد النهار، في 1979، وقعت عيناه على ملف منسي فوق مكتب والده مكتوب على غلافه “مجلة أمازيغ”..

في يونيو 1982، وقد أصبح مديرا لمجلة “أمازيغ”، التي كانت قد صدرت منها أعداد باللغة الفرنسية وعدد واحد باللغة العربية، اعتقل أوزين ورفاقه، وكان منهم الراحل علي صدقي أزايكو..

في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، سيرتبط أوزين بصداقات متينة مع مناضلين أمازيغيين من “القبايل” بالجزائر، ومنهم زعيم الحركة من أجل الثقافة والديقراطية، سعيد سعدي، وفرحات مهني ومعتوب لونيس وإيدير وخالدة مسعودي ومبروك فركال.. ومن الطوارق، ومنهم خواد وهاباي، ومن جزر الكناري، توماس كوينتانا، قائد الجبهة الشعبية لتحرير كناريا..  

في أواسط التسعينيات، سيصدر أوزين مجلة “تيفيناغ”، ثم أسبوعية “تيدمي” فأسبوعية “أكراو أمازيغ”.. وفي شتنبر 1995، سيشارك في اجتماع “سانت روم دو دولان” لتأسيس الكونغريس العالمي الأمازيغي، الذي عقد بعد ذلك مؤتمره الأول في 1997 بجزر الكناري.. المؤتمر الذي ابتدأ بكثير من الأمل وانتهى بغير قليل من الإحباط..

 في السنة نفسها، انتخب أوزين نائبا في البرلمان، لتبدأ بذلك مرحلة سياسية أخرى انتهت بمغادرته نهائيا، في 2015، حزب الحركة الشعبية، الحزب الذي كان قد أسسه والده أحرضان في 1957..

في جعبة أوزين الكثير من الأمور التي يحتفظ بها عن السياسة والسياسيين.. خاصة منهم أولئك الذين بدؤوا من لا شيء، فراكموا الثروات، تم انتهوا منبوذين.. 

أوزين اليوم أصبح حرا.. ولم يعد يؤمن بأي شيء عدا أمازيغيته، تلك القضية التي لم يتنكر لها في يوم من الأيام..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *