العيون: محمد الركيبي

 

بعد توثر سياسي، بلغ حد تخفيض التمثلية الدبلوماسية بين البلدين وفي القمم المنظمة على أرض كل من المغرب وموريتانيا، أعادت المراسلات والاتصالات الرفيعة المستوى بين القصر الملكي بالرباط والقصر الرئاسي بنواكشوط، مياه العلاقة التاريخية بين الدولتين، توجت بقيام ولد الشيخ أحمد، وزير خارجية موريتانيا بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية، تستغرق يومين.

ووسط تتبع داخلي وإقليمي، أجرى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ، اليوم الخميس بالرباط، مباحثات مع نظيره الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد تمحورت حول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وتفعيل الآليات السياسية القائمة بينهما.

وأعرب الوزيران في لقاء صحفي عقب هذه المباحثات، عن ارتياحهما للدينامية الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين البلدين، والتي توجت بتعيين سفير للمغرب بنواكشوط وسفير لموريتانيا في الرباط، وتكثيف اللقاءات لتعزيز العلاقات الثنائية القائمة على الجوار الجغرافي وعلى روابط تاريخية قوية ووشائج أخوية بين الشعبين، وعلى مصالح وتحديات يواجهها البلدان على المستوى المغاربي والقاري.

وشدد بوريطة على أن هناك طموحا للارتقاء بالعلاقات الثنائية ذات البعد التاريخي والإنساني، وفقا لرؤية الملك محمد السادس و الرئيس محمد ولد عبد العزيز ورغبة الشعبين المغربي والموريتاني.

وأشار، في هذا الصدد، إلى أن اللقاء شكل مناسبة لبحث سبل تفعيل الآليات الثنائية، مثل اللجنة العليا المشتركة التي لم تنعقد منذ 2013، إذ تم الاتفاق على أن تنعقد السنة المقبلة، كما تم التشديد على أهمية هذه الدورة وضرورة جعلها نوعية ونموذجية في أشغالها ونتائج أعمالها.

واتفقا أيضا على تفعيل آلية التنسيق والتشاور السياسي باعتبارها آلية للتشاور والتنسيق حول القضايا والتحديات التي تواجه البلدين، وعلى مواصلة التنسيق المنتظم لإعطاء زخم أكبر للأواصر التي تربط البلدين.

كما اتفق الجانبان خلال هذا اللقاء على ضرورة انخراط مختلف الفاعلين، مثل البرلمانيين ورجال الأعمال، بشكل أكبر في الجهود الرامية إلى إغناء محتوى العلاقات بين البلدين.

من جانبه، أكد ولد الشيخ أحمد أن زيارته للمغرب تؤشر إلى دينامية جديدة في العلاقات الثنائية، تجسدت بتعيين السفيرين وتفعيل الآليات الثنائية، مشددا على أن رؤية قائدي البلدين تقوم على طموح في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى. وقال إن علاقات البلدين مقبلة على دينامية إيجابية ترتكز على مبادرات عملية وملموسة.

وخلال هذا اللقاء، هنأ بوريطة موريتانيا على نجاح محطة الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية، وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجال التجاري والاقتصادي والأمني، ودعم مصالح جاليتي البلدين وتحسين ظروف إقامتهما.

كما أجرى الجانبان مشاورات سياسية معمقة شملت العديد من القضايا الثنائية والعربية والإقليمية والدولية وسجلا تطابق وجهات النظر بشأنها، كما اتفقا على تنسيق المواقف في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخصوصا على مستوى المنظمات الإقليمية والدولية.

وبحث بوريطة وولد الشيخ أحمد أيضا وضعية اتحاد المغرب العربي، حيث شددا على أن الاندماج المغاربي رهين بعلاقات ثنائية وطيدة بين دوله الخمس باعتبار التعاون الثنائي الأساس المتين لأي عمل جهوي ناجح، مما يتطلب تعميق التشاور وتعزيز الحوار الثنائي البناء والجاد بين البلدان المغاربية بهدف تجاوز الخلافات وتوسيع مجال التوافق خدمة للمصالح المشتركة.

وجدد الوزيران إدانتهما الشديدة للإرهاب بمختلف أشكاله وتجلياته وأكدا على ضرورة توطيد التعاون وترسيخ الحوار وزيادة التنسيق الأمني بين البلدين من أجل مكافحة هذه الآفة وفق منهجية ناجعة ومقاربة شاملة واقعية واستباقية، تراعي التعاون في مجال معالجة الهشاشة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة إلى جانب دعم الحكامة الأمنية.

هي إذن، زيارة، جاءت في وقت يحتاج فيه البلدين إلى حوار هادئ حول قضايا ساخنة، لعل من أبرزها، على الأقل حياد نواكشوط حيال النزاع حول الصحراء، وإنخراط الجار الجنوبي في جهود دعم وإستقرار المنطقة، وإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، على قاعدة “رابح رابح”، خاصة في ظل تآكل الطرح الانفصالي لجبهة البوليساريو وعزلت بلد الحاكم المريض، وتحرك الفعال للمغرب في أروقة الاتحاد الإفريقي، في ظل تنويع شراكاته الإستراتجية مع أكثر من عاصمة تحظى حكوماتها بحق الفيتو في مجلس الأمن.

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *