تعدّ زاوية سيدي عبد القادر الفاسي، المعروفة أيضا بالزّاوية الفاسية، والتي تقع جنوب “فاس البالي” في مدينة فاس القديمة، إحدى أهم الزّوايا الدينية الصوفية التاريخية في مدينة فاس في المغرب.

تقديم -عبد الرزاق المراكشي le12

المغرب بلد الأولياء الصّالحين”.. مقولة تعكس المكانة الخاصّة التي يحظى بها التصوّف في المملكة المغربية، التي يمتدّ فيها الفكر والسلوك الصوفيان إلى أزمنة بعيدة..

لو كنت مواطنا مغربيا، لربّما ساقتك الأقدار لأن تُجاوِر أحدَ هذه المباني الصّغيرة المسمّاة “الزّاوية”. فيها تقام الصّلوات الخمس في أوقاتها، باستثناء صلاة الجمعة. كما يُتلى في هذه “الرّباطات” القرآن وتقام العديد من العبادات التعبّدية الأخرى.

بمناسبة شهر رمضان المبارك، تقترح عليكم “Le12.ma” رحلة تاريخية في رحاب أشهر الزّوايا والطرق الصّوفية في المغرب.

تعدّ زاوية سيدي عبد القادر الفاسي، المعروفة أيضا بالزّاوية الفاسية، والتي تقع جنوب “فاس البالي” في مدينة فاس القديمة، إحدى أهم الزّوايا الدينية الصوفية التاريخية في مدينة فاس في المغرب.

وقد سُمّي الضريح المقترن بمسجد تيمّنا باسم مؤسس الزّاوية الشاذلية خلال القرن السابع عشر الشّيخ عبد القادر بن علي الفاسي الملقب بـ”تاج العارفين” ومفتي الصوفية في المدينة حيث تم مدفنه.

 نُسبت الزاوية إلى سيدي عبد القادر بن علي الفاسي. كما نسبت إلى سيدي عبد الرحمن بن محمد الفاسي. وسميت الزّاوية الفاسية. وقام السلطان المولى إسماعيل العلوي بتجديد بنائها وتوسيعها.

وولد سيدي عبد القادر الفاسي في 1007 هـ في القصر الكبير، وأخذ عن أبيه سيدي علي بن يوسف الفاسي. ثم وفد على فاس في 1025 هـ ونزل بالمدرسة المصباحية، وأخذ عن سيدي عبد الرحمن الفاسي وسيدي العربي الفاسي وأبي القاسم ابن أبي النعيم الغساني وعبد الواحد ابن عاشر وغيرهم. وكان يقرأ العلم في الزّاوية وهو جالس على الكرسي. وقد تردد عليها يوما سيدي أحمد -الحاج العجالي- الخبزي السفياني. وكان يقطن دارا مقابلة للزاوية.

وقد ظلت الزّاوية المذكورة مجال صلاة، حيث أمّ فيها سيدي محمد الطيب بن محمد -فتحا- الفاسي، مثلما كان والده سيدي محمد -فتحا- بن عبد القادر الفاسي إماما فيها. وظلت مجال قراءة أحزاب وذكر وعلم.

وقد درس فيها سيدي محمد الطيب. وكانت السيدة آمنة بنت سيدي عبد الرحمن الفاسي تقرأ دائما بعد صلاة المغرب حزب الفلاح للشيخ الجزولي، والذكر بعده للمولى عبد القادر الجيلاني، وبعده صلاة المولى عبد السلام بن مشيش. وبعد صلاة الصبح كل يوم حزب الفلاح المذكور، وبعده المسبعات العشر، والحزب الكبير للشاذلي. وتختتم بالهيللة، والاسم المفرد، بزاوية جدها المذكورة. وكان الطلبة يقودون سيدي محمد بن العربي قصارة الحميري من حومة القلقليين إلى الزّاوية ذاتها ليقرأ معهم بها. وكان سيدي المجذوب بن عبد الحفيظ الفاسي  كثير الجلوس فيها. وكان صحيح البخاري يسرد بها على سيدي محمد – بوطربوش- بن عبد الحفيظ الدباغ كل عام في الأشهر الثلاثة، وحضر سيدي محمد بن جعفر الكتاني بعض مجالسه.

وتنسب الزّاوية الفاسية إلى مؤسسها الشّيخ الصوفي أبي المحاسن سيدي يوسف الفاسي الفهري القصري، الذي استخلفه بعد وفاته أخوه الشّيخ أبو زيد عبد الرحمان الفاسي. وتعدّ زاوية الفاسي الفهري، الكائنة حاليا بدرب السفلي من حومة المخفية، من أهم الزّوايا التي أعطت الكثير للعلم، إذ تخرج على يد شيوخها العديد من العلماء والفقهاء ومن أهلها كان العديد من الكتاب والأدباء الذين أغنوا المكتبات بعشرات المجلدات والمخطوطات من مختلف التخصصات من علوم صوفية وفلك وشريعة وعلوم التراجم والأنساب والتاريخ والشعر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *