فعلى بعد مائة كيلومتر فقط من مقر جهة الدارالبيضاء، توجد منطقة حد أولاد فرج، التي تعد من ضمن أغنى مناطق دكالة على المستوى الفلاحي، لدرجة أن المهتمين في المجال الفلاحي يسمون دكالة ب”سلة المغرب الغذائية” بفضل ما توفره من حبوب وخضر ولحوم وألبان وفواكه تصدر لكافة المدن المغربية.
*عبد الرحيم أريري
رغم الإغراء والمتعة التي تمنحها دراسة الأركيولوجيا، فقد صرفت النظر عن التسجيل في معهد دراسات الحفريات القديمة والأركيولوجيا، لسبب بسيط، يتجلى في أن السلطة العمومية بالمغرب أتاحت لي ولغيري، إمكانية السفر إلى العصر “الطباشيري” بالمجان وعلى مقربة من مقر سكني.
فعلى بعد مائة كيلومتر فقط من مقر جهة الدارالبيضاء، توجد منطقة حد أولاد فرج، التي تعد من ضمن أغنى مناطق دكالة على المستوى الفلاحي، لدرجة أن المهتمين في المجال الفلاحي يسمون دكالة ب”سلة المغرب الغذائية” بفضل ما توفره من حبوب وخضر ولحوم وألبان وفواكه تصدر لكافة المدن المغربية.
ومع ذلك فإن حد اولاد فرج يعيش في الزمن ماقبل الحجري. لدرجة لو تمت استشارتي من طرف الخبراء لوضع تحقيب جيولوجي وتاريخي جديد للزمن القديم، لما ترددت في خلق العصر “الطباشيري الأول ” الذي يؤرخ للحالة الكارثية التي توجد عليها منطقة حد ولاد فرج.
فالزائر لمركز حد ولاد فرج ( 20.176 نسمة حسب إحصاء 2024)، يخال له وكأن المركز تابع لنفوذ تراب جهة غوما بالكونغو أو لجهة جلجلود بالصومال أو لجهة حضرموت باليمن أو لجهة ماناتوتو بدولة تيمور الشرقية، وليس تابعا لأغنى جهة بالمغرب، ألا وهي جهة الدارالبيضاء سطات. لدرجة أنه حتى الممر الوحيد الذي يخترق تراب المركز يوجد في وضعية فظيعة بسبب البطء الفاضح للأشغال التي تسير بطريقة سلحفاتية.
“منذ ان كنت عازبا- والكلام لأحد سكان حد اولاد فرج- والأشغال تتم بهذا المقطع الطرقي دون أن تنتهي. وها أنا اليوم متزوج وأب لأطفال وما زال الورش مفتوحا لم يكتمل بعد، مما حول حياتنا إلى جحيم”.
هذا مجرد مثال على التهميش الذي تعانيه المنطقة، أما إذا أدمجنا حالة الطرق الرابطة بين حد أولاد فرج وباقي الحواضر القريبة( الجديدة، سيدي بنور، زاوية سيدي إسماعيل، بنمعاشو)، فنكاد نجزم بأن صناع القرار وطنيا وجهويا لا يعرفون ولا يعترفون بجماعة اسمها حد ولاد فرج. وحتى إذا تم ذلك فإنهم يتعاملون مع أولاد فرج كمضخة للأصوات الانتخابية لاختيار نخبة الريع، وكمضخة لحلب الثروات الفلاحية لتسمين لوبيات محددة ومعروفة بدكالة وبالبيضاء.
الله يدير تاويل ديال الخير !.
كاتب -صحفي