نقاش مستمر، ذلك الذي لاتزال تعرفه واقعة الصحفي ومسؤول التواصل في جامعة الكرة التي عرفتها الندوة الصحفية للناخب الوطني وليد الركراكي قبل مباراة المغرب أمام زامبيا.

وبعيدا عن مختلف وجهات النظر التي تناولت الواقعة، يتحدث في هذا المقال الدكتور عبد الوهاب الرامي، الخبير الإعلامي، عن هذا الموضوع من زاوية مغايرة.

*عبّد الوهاب الرامي

هل يمكن لصحفي في ندوة إبداء رأيه في أحد عناصر موضوع الندوة؟ نعم.

هل لمسير ندوة أو لقاء الحق في أن يُخضع مزاجه وتفاعله لانتقائية تعتمد أساسا حجم المتكلم/الصحفي الذي أمامه وانتماءه ووزن المؤسسة الإعلامية التي يمثلها، خارج بقية الأعراف المهنية ؟ لا.

هل يمكن تحقير صحفي أثناء مزاولته لعمله والاعتداء عليه بقمع حقه في التعبير والانتقاد غير المخلين بالأخلاقيات التي تحكمهما. لا.

ما هي حدود سلطة المسير أو الميسّر (وليس المعرقل) وهو يوزع الكلمة، وما أخلاقيات تسيير الندوات والبرامج الحوارية والمؤتمرات؟ غير واضحة للجميع.

في الواقع ما حصل أثناء ندوة وليد الركراكي التى أدارها الصحفي مراد المتوكل يطرح، من جانب، على الصحافة، ومن جانب آخر، على مسيري الندوات صحفية أكثر من سؤال.
وسؤال “السؤال الصحفي” في الندوات والبرامج يحتاج إلى تبيان.

ولنذكر بداية أن هناك في الصحافة ما يسمى بالسؤال المضمر الذي يرد على شكل وصف أو تقرير أو حتى رأي.

فحين يقول صحفي في برنامج حواري متوجها لضيفه “أرى أنك خارج القانون”، فلا يعني ذلك أن رأيه ثابت ونهائي، بحجة أنه يعرضه أمام الضيف، بل عليه. والمضمر في هذا الرأي هو سؤال “ما رأيك في ما أقول؟” أو “ما ردك على هذا؟”.

ولذلك، تنتج أحيانا أزمات تواصل، لمجرد عدم فهم إبستمولوجية السؤال، وغاياته، وأصنافه، أشكاله، وبدائله وأخلاقياته.

لن أذكر، لغلق قوسي هذا التعليق القصير على الواقعة المبينة أعلاه، سوى مبدأين أساسيين في أخلاقيات الاستجواب:

أولا: الاستجواب تعاون بين الصحفي والضيف من أجل استجلاء الحقيقة.

ثانيا: الاستجواب أداة لتعزيز حرية التعبير لا لقمعها.

وبهما وجب الإعلام.

انتهى الكلام.

*أستاذ سابق في المعهد العالي للصحافة والاتصال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *