“ما قدها  فيل زادوها فيلة”، هذا تحولت مدينة سيدي يحيى الغرب، بين ليلة وضحاها، إلى “بويل عمر”، بعدما  أضحت الوجهة المفضلة التي يجد فيها مسؤولو الأقاليم المجاورة ضالتهم قصد إفراغ أفواج من المشردين والمختلين عقليا عبر رحلات غالبا ما تتم تحت جنح الظلام.

وتستقبل مدينة سيدي يحيى الغرب طيلة هذا الشهر وما قبله، دفعات جديدة من المختلين عقليا والأشخاص الذين يعيشون حياة التشرد، بعدما جرى إفراغهم تحت جنح الظلام من حافلة قادمة الجهة الغربية للمدينة.

وأوردت المعطيات المتوفرة لجريدة “le12.ma“، أن أزيد من 20 شخصا يعانون من اضطرابات عقلية، وآخرين يعيشون حياة التشرد، جرى إفراغهم بالمدخل الغربي لسيدي يحيى الغرب، باتو يشكلون خطرا على سلامة المواطنين وأمنهم.

وخلفت الواقعة استنكارا واسعا في الأوساط المحلية بالمدينة، على اعتبار أن دفعات مماثلة سبق أن استهدفت المدينة مرات متتالية، وسبق أن نجمت عنها تبعات سلبية على الساكنة المحلية، أمام صمت غير مفهوم للجهات المسؤولة بالمدينة من المجلس الجماعي و سلطات المحلية.

في السياق دعا العديد من ساكنة المدينة، الجهات المعنية إلى التدخل العاجل من أجل إيجاد حلول جذرية لظاهرة انتشار المختلين عقليا، متسائلين عن الجهات التي تقف وراء إغراق المدينة بهؤلاء.

وكان المجلس الوطني لحقوق الإنسان قد دقّ ناقوس الخطر في تقرير ميداني له قبل أسابيع قليلة بخصوص أوضاع المختلين عقلياً في المغرب، الذين يغيب عنهم التكفل والحماية، مسجلاً وجود اختلالات في مؤسسات الطب النفسي في مجمعاتها القديمة، التي يعمّها سوء التجهيزات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *