le12.ma

 

سعيا إلى الاستجابة لانتظاراتهم، وتنفيذا للمقتضيات الدستورية والتوجيهات الملكية السامية والبرنامج الحكومي، بادرت الوزارة إلى إرساء إستراتيجية وطنية موجهة لفائدة مغاربة العالم تهدف ءلى تعزيز روابطهم ببلدهم المغرب، تنبني على ثلاثة أهداف أساسية، أولها المحافظة على الهوية المغربية لمغاربة العالم، ثم حماية حقوقهم ومصالحهم، وتعزيز مساهمتهم في تنمية بلدهم الأصل.

وقد عملت الوزارة المكلّفة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، بالنظر إلى لمكانة المحورية التي يحظى بها الهدف الإستراتيجي الأوّل، والمرتبط بتعزيز الهوية المغربية لمغاربة العالم، على بلورة عرض ثقافي متنوع يواكب احتياجات مغاربة العالم ويأخذ بعين الاعتبار مختلف خصوصياتهم وتطلعاتهم. ويتم تنفيذ هذا العرض بمشاركة العديد من الجهات الفاعلة، من خلال تنظيم عدة أنشطة داخل المغرب وخارجه.

الوطن أولا

في المغرب، تعمل الوزارة المكلّفة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة على تنظيم مقامات ثقافية لفائدة مختلف الفئات العمرية من المغاربة المقيمين في الخارج لإطلاعهم على ثقافتهم المغربية وحضارة بلدهم الأصل والإصلاحات السياسية التي عرفها. كما تنظم “الجامعات الثقافية”، التي تستهدف الفئات الشابة (ما بين 18 و25 سنة) والتي تنظم بتعاون مع الجامعات المغربية.

ويستفيد المشاركون في هذا البرنامج من العديد من الأنشطة والندوات التي تغني معرفتهم بوطنهم وبثقافتهم. ونظمت وزارة بنعتيق ، في هذا الصدد، في دجنبر 2018، الدورة الثانية للجامعة الشتوية، بشراكة مع “جامعة الأخوين” في إفران تمحورت حول موضوع “العيش المشترك”، كما نظمت، من 11 إلى 14 أبريل 2019 في بني ملال، الدورة الثانية للجامعة الربيعية. ثم الدورة الـ11 للجامعة الصيفية، التي نظمت من 14 إلى 23 يوليوز 2019، بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي في تطوان.

المسرح والهوية

إضافة إلى دعم مبادرات النسيج الجمعوي المغربي في الخارج، تم إحداث المراكز الثقافية المغربية “دار المغرب” في عدد من العواصم العالمية. وتشكل هذه الدار فضاء لتأطير أبناء الجالية وتعريفهم بالثقافة المغربية والإسهام في الحفاظ على هويتهم الوطنية. كما تسهم في إشعاع الثقافة المغربية في هذه البلدان.

وبالنظر إلى أهمية دور المسرح في الحفاظ على الهوية الثقافية ومد جسور التواصل وتيسير اطّلاع المغاربة على تنوع ثقافتهم وغناها، تحرص وزارة بنعتيق، إضافة إلى هذه البرامج، ومنذ 2009، على تنظيم جولات مسرحية في مختلف بلدان الاستقبال.

وشهد هذا البرنامج، منذ انطلاقه، تطورا ملحوظا، كما وكيفا. ففي الموسم المنصرم 2017 -2018 تم تقديم أزيد من 260 عرضا مسرحيا لفائدة المغاربة المقيمين في أوربا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط، بمشاركة ما يناهز 40 فرقة مسرحية.

وشهدت 2018، كذلك، توقيع اتفاقية شراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أفضت إلى تنظيم جولات مسرحية ناطقة بمختلف اللهجات الأمازيغية لفائدة مغاربة العالم. وهي مبادرة تندرج في إطار تفعيل المقتضيات الدستورية التي تجعل من الأمازيغية لغة رسمية للمملكة ورافدا من روافد الثقافة المغربية. وقد عزّزت برنامج الجولات المسرحية وساهمت في إغنائه وملاءمته مع متطلبات وانتظارات الجالية المغربية، التي تتميز بتعددها وتنوعها الثقافي واللغوي.

عروض بالأمازيغية

أغنت الوزارة المكلّفة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة العرض المسرحي الموجَّه لمغاربة العالم من خلال تقديم أكثر من 50 عرضا مسرحيا ناطقا باللغة الأمازيغية لفائدة المغاربة المقيمين في كل من إفريقيا وأوربا، بشراكة مع 12 فرقة مسرحية تنتمي لمختلف جهات المملكة. وأسهمت هذه العروض المتنوعة، التي تحتفي بجل التعبيرات المسرحية، بمختلف اللهجات الأمازيغية، في التعريف بغنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي في شقه الأمازيغي.

كما عملت الوزارة في مارس 2019، على غرار المواسم السابقة، على إطلاق طلب مشاريع موجه للجمعيات والفرق المسرحية المغربية الراغبة في تنظيم جولات مسرحية لفائدة مغاربة العالم في بلدان الاستقبال، برسم الموسم 2019 -2020. وتم انتقاء عدة فرق مسرحية من قبَل لجنة مختلطة تضم ممثلي القطاعات المعنية من أصل 140 فرقة مسرحية التي بادرت إلى إيداع طلباتها.

مراعاة التنوع

جرى انتقاء الأعمال المسرحية من قبل اللجنة المختلطة بناء على مجموعة من المعايير. فإضافة إلى الأهمية الإبداعية للعمل المسرحي ومدى ملاءمته مع خصوصيات مغاربة العالم وقدرته على استقطاب الجمهور، روعيت التمثيلية الجهوية والتعددية اللغوية. فقد اختيرت فرق تمثل مختلف جهات المملكة حاملة لأعمال مسرحية ناطقة بمختلف اللغات واللهجات المغربية: الأمازيغية والعربية والحسانية.

وقد جسّدت العروض المسرحية المنتقا برسم الموسم الحالي مختلف الأنواع المسرحية. وتتراوح بين ما هو مسرح تراجيدي ودراما جادة وبين ما هو مسرح كوميدي ودراما سوداء، مستوحاة من الواقع المعاش، مع تبني مختلف الأشكال المسرحية. ففي الوقت الذي اختارتبعض الفرق المسرح الجماعي وفق لغة تتسم بالتجريد وترتكز على الموسيقى والشعر، اعتمدت أخرى المسرح الفردي، المبني على المونولوغ، للتعبير عن تجربة الذات.

 

استحضار الموروث

تتميز الأعمال المسرحية المنتقاة، إن على مستوى الشكل أو المضمون، بالواقعية وباستحضار الموروث الثقافي المغربي بمختلف أنواعه، مبرزة بذلك مدى إبداع الفنان المغربي ومهاراته.

ورغم تنوع أجناسها التعبيرية، سواء كانت باللغة الأمازيغية أم بالعربية، فإنه يجمعها هدف مشترك يتوخى توطيد الهوية الوطنية، بمختلف مكوناتها، والسعي إلى الارتقاء بالثقافة المغربية في أوساط مغاربة العالم والمحافظة عليها وتلقينها للأجيال الحاضرة والقادمة.

وسيحظى المغاربة المقيمون في كل من أوربا وإفريقيا وأمريكا الشمالية في الموسم 2019 -2020، بعرض ثقافي مميز ومتنوع يشمل تقديم أزيد من 300 عرض مسرحي.

ويشار إلى أن الإعلان عن انطلاق هذا البرنامج رسميا سيتم خلال لقاء يترأسه عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، يوم 25 يوليوز الجاري في المركز الدولي للندوات محمد السادس في الصخيرات، بحضور مجموعة من الفنانين المغاربة المعروفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *