شهد يوم أمس الأربعاء، يوما كارثيا للمدربون العرب في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، بعد إقالة مدرب الجزائر جمال بلماضي، بطل 2019، ومدرب تونس جلال القادري، وتوقيف المدرب المغربي وليد الركراكي، أفضل مدرب بالقارة، لأربع مباريات لأسباب انضباطية.

وبدأ “العرس القاري” في ساحل العاج بتواجد خمسة مدربين عرب، هم بالإضافة إلى بلماضي والقادري والركراكي، الجزائري عادل عمروش، مدرب تنزانيا، والقمري أمير عبدو، مدرّب موريتانيا، الناجي الوحيد من المقصلة.

البداية بالركراكي

البداية كانت بالركراكي، الذي واجه قبل ساعات من انطلاق مباراة فريقه أمام زامبيا في الجولة الثالثة من دور المجموعات، قرارا من الاتحاد القاري بوقفه أربع مباريات، اثنتان منها مع وقف التنفيذ، لأسباب انضباطية على خلفية الأحداث التي شهدتها نهاية المواجهة ضد الكونغو الديموقراطية والمشادة مع مدافعها وقائدها شانسيل مبيمبا.

قرار وصفته الجامعة الملكية المغربية بـ”المجحف” و”مجانبا للصواب”، مشيرة إلى أنه سيستأنف ضد القرار لأنه يعتبر أن المدرب الشاب لم يصدر منه “أي تصرف يخل بالروح الرياضية“.

ومن المدرجات، حضر الركراكي مباراة زامبيا التي انتهت بفوز المغرب 1-0، وتواصل مع مساعده رشيد بن محمود عبر الهاتف المحمول.

خروج متوقع لبلماضي

بعد ذلك، وجه “يوم الأربعاء” ضربته إلى بلماضي مدرب الجزائر منذ غشت 2018، وقائدها للقبها الثاني في 2019، إذ أعلن رئيس الاتحاد وليد صادي رحيل المدرب عبر “اتفاق ودي” عقب الخروج المفاجئ، الثاني تواليا، من كأس أمم إفريقيا.

ومنذ قيادته المنتخب الجزائري إلى النجمة الثانية عام 2019، واجه بلماضي تراجعا حادا بخروجه مرتين متتاليين من العرس القاري في المركز الأخير من مجموعته ومن دون أي انتصار.

ولاحق النحس بلماضي، الذي مدّد عقده مع الاتحاد الجزائري في أكتوبر الماضي لغاية 2026، حتى في مشواره مع منتخب بلاده في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في قطر 2022، بعد الخسارة القاتلة على أرضه امام الكاميرون في الدور الفاصل 1-2 بعد التمديد، علّما أن الجزائر كانت قد فازت ذهابا في الكاميرون 1-0.

أتحمل المسؤولية

بعد إطاحة بلماضي بنحو ساعة، أعلن مدرب تونس جلال القادري استقالته من منصبه عقب خروج المنتخب من الدور الأول متذيلا مجموعته دون تحقيق فوز واحد، مكتفيا بتسجيل هدف يتيم في ثلاث مباريات.

وعقب تعادل “نسور قرطاج” أمام جنوب إفريقيا من دون أهداف وتوديعهم المسابقة، قال القادري: “قراري نهائي. عقدي يتضمن أن أصل لنصف النهائي ولأننا لم نحقق ذلك، فإنّ العقد انتهى”. وقال المدرب الذي يقود تونس منذ قرابة عامين: “أنا أتحمل المسؤولية“.

وجاء أداء تونس محبطا للغاية خلافا لأدائها قبل 13 شهرا عندما فازت على فرنسا وصيفة بطلة كأس العالم 1-0 في قطر، عندما لعب الفرنسيون بتشكيلة احتياطية لضمان تأهلهم“.

عمروش كان سباقا

وقبل الأربعاء، لم يكن القدر رحيما بالمدرب الجزائري لمنتخب تنزانيا عادل عمروش، الذي أوقف لثماني مباريات بسبب انتقادات وجهها للمغرب واتحاده.

وقال عمروش إنّ “المغرب يدير كرة القدم الإفريقية”، زاعما أن المسؤولين المغاربة داخل الاتحاد الإفريقي هم الذين يقررون الحكام الذين يديرون مباريات منتخبهم الوطني وفي أي وقت تبدأ.

على الإثر، قرر الاتحاد التنزاني إنهاء عقد المدرب الجزائري البالغ 55 عاما، والذي استلم مهمته في مارس 2023.

أمير عبدو الناجي الوحيد من المقصلة

وكان المدرب العربي الوحيد الذي نجا من هذه المقصلة، هو القمري أمير عبدو، الذي واصل كتابة النجاح بقيادته موريتانيا للصعود للدور الثاني لأول مرة، وكذلك تحقيقها أول فوز بالمسابقة على الإطلاق.

وكان عبدو قاد بلاده إلى نسخة 2021 حيث تمكن أيضا من تجاوز دور المجموعات قبل أن يخسر أمام المضيفة الكاميرون.

فوزه التاريخي جاء على حساب الجزائر وتسبّب في إطاحة بلماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *