حتى الآن، ليس هناك مغاربة كثر في سان بيدرو. العدد قليل جدا. هناك بعض الشباب جاؤوا من كازا بسيارتهم. يا لها من رحلة طويلة

يونس الخراشي

قالها بفرح: “حين وجدت ساندويتش بالدجاج لدى بائع مغربي، في سان بيدرو، تنفست الصعداء”. ثم أضاف الزميل، الذي كانت تفصلني عنه ساعة زمن وآلاف الكيلومترات، “ومع ذلك، فالثمن كان غير مناسب. 80 درهما”.

ثم راح زميلي، الذي سافر مبكرا إلى أبيدجان، ومنها إلى مدينة سان بيدرو، حيث سيجري المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم دور المجموعات، في دورة 2023 لكأس إفريقيا للأمم، في رحلة داخلية، انتظرها 12 ساعة بالمطار:”إذا أضفت غلاء التغذية إلى غلاء الكراء، فالأمر سيكون مكلفا”.

ومضى يحكي عن الطقس، مشيرا إلى أن الأجواء في مدينة سان بيدرو، التي تطل على المحيط الأطلسي، بدرجة حرارة مقبولة بالنسبة إلى شخص جاء من الدار البيضاء، “هي في حدود 20 أو 23 درجة.

يوم (الثلاثاء) نزلت زخات مطر قوية، بعد أن لمع برق شديد، وتلاه رعد بصوت تقشعر له الأبدان”.

في لحظة تالية، وبدا أنه ما زال في فراش النوم، إذ تتثاءب مطولا، قال:”أفكر في شيء واحد الآن”، وصمت برهة، قبل أن يواصل: “الملعب بعيد عن المدينة”، واستدرك: “أو ربما بدا لي هكذا. بل هو بعيد فعلا. إنه خارج سان بيدرو، وسيتعين على من يريد الوصول إليه من الجماهير البحث عن وسيلة نقل توصله إلى هناك”، ثم قال بصوت من تذكر شيئا فبدا متيقظا: “قيل لنا إنهم سيخصصون طريقا ضمن الطريق للجماهير”.

ولأن “حاجة كتديك لحاجة”، فقد تنبه زميلي إلى أن الجماهير المغربية لم تحضر بعد بأعدادها المشهودة إلى سان بديرو، وقال:”حتى الآن، ليس هناك مغاربة كثر في سان بيدرو. العدد قليل جدا. هناك بعض الشباب جاؤوا من كازا بسيارتهم. يا لها من رحلة طويلة، وبمغامرات فوق الوصف. سيحتاج الجمهور إلى اقتناء وسيلة نقل للوصول إلى ملعب لوران بوكو”.

إنه ملعب جيد، في ما يبدو. يقول زميلي، ثم يواصل:”حين زرته، بدا جيدا جدا. أرضيته تصلح لإجراء مباراة في كرة القدم، وستتيح للمنتخب الوطني المغربي أن ينفذ خطط مدربه عليها”، ثم قال:”أي نعم، هو ملعب معزول نسبيا عن المدينة. ولكن يبقى جيدا”، مشيرا بذلك إلى ألا عذر سيكون مقبولا من لاعبينا لكي لا يربحوا مواجهاتهم في دور المجموعات. واستذكر شيئا، فأضاف:”حين كنا في الطريق إلى الملعب، لاحظت بأن الأشغال ما تزال متواصلة استعدادا لاستقبال كوت ديفوار لنهائيات كأس إفريقيا للأمم. ولاحظت شيئا آخر، فالحياة هنا بسيطة للغاية، مع أن هذه المدينة تعد قطبا سياحيا، أو هذا على الأقل ما يقال عنها”.

حين انتهينا من الحديث، لأترك لزميلي فرصته كي يتجهز ليوم شاق، وأواصل عملي أيضا، ذهبت رأسا إلى محرك للبحث عن سان بيدرو، وملعب لوران بوكو. تأكدت بالفعل، من خلال “غوغل مابس” أن الملعب معزول عن المدينة، بما يقارب ساعة زمن أو أكثر في وسيلة نقل.

 ولاحظت أيضا بأنه محاط بغابات كثيفة من الأشجار، وهو ما يشير إليه المحرك حين يثير الانتباه إلى أن مدينة سان بيدرو، حيث يتحدث الناس الفرنسية والإنجليزية ولغات محلية أيضا، ويدين أغلبهم بالمسيحية، وتشارف، في جزء مهم منها، على المحيط الأطلسي، تتوفر على ميناء لتصدير الخشب إلى أنحاء العالم.

سان بيدرو، حسب محرك البحث، قطب سياحي بامتياز. فهي تتوفر على شواطئ جميلة للغاية، وفنادق. وبلا شك، فالاستعداد لإجراء الدورة الحالية من نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم، بحضور نجوم من الطراز الرفيع، ضمنهم الكثير من اللاعبين المغاربة، المتوقع أن يحظوا بتغطية إعلامية كثيفة للغاية، سيجعلها ّترند” في “السوشل ميديا”، مما سيتيح لها أن تعرف أكثر، وتصبح مطلوبة أكثر، وربما ترتفع أثمانها أكثر كذلك.

إذا قدر للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، بقيادة وليد الركراكي، أن يتميز في دور المجموعات، حيث سيواجه تنزانيا والكونغو الديموقراطية وزامبيا، ويذهب بعيدا نحو التتويج بالكأس للمرة الثانية في تاريخه، بعد تتويج جيل 1976، بقيادة الأسطورة أحمد فرس، في أديس أبابا الإثيوبية، سيكتب لسان بيدرو أن تصبح معشوقة مغربية.

 وربما كتب لمدينة القديس بيدرو أن تدخل التاريخ بأسود الأطلس، والراية المغربية، وجماهير المغرب، والنشيد الوطني المغربي، وروح المغرب التي تشع في إفريقيا كلها بطاقة إيجابية لا مثيل لها.

(الصحراء المغربية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *