تحل اليوم الاثنين 25 دجنبر “الليالي” أو “أربعينية فصل الشتاء“، الضيف الذي ينتظره المغاربة كل سنة، وفي نفس الموعد.

وفي متخيل المغاربة وحياتهم، ارتبطت كلمة “الليالي”، بقساوة البرد، وطقوس وعادات وممارسات، حيث تجمع الضيف والمضيف قصص وحكايات تتوارثها الأجيال أبا عن جد.

وفي الأمس القريب، كانت “الليالي” معروفة على نطاق واسع، كمفهوم حاضر بقوة في أذهان الناس، وظاهرة مناخية قاسية، وفترة زمنية تؤسس لممارسات وطقوس لها صلة بالحياة الاجتماعية والفلاحية للناس، لكنها بدأت حاليا في التدحرج تدريجيا صوب خانة النسيان أو التناسي، في ظل التحولات الكبيرة الحالية التي تغطي مختلف المجالات.

وتبدأ “الليالي” يوم 25 دجنبر من كل عام وتنتهي في اليوم الثاني من شهر فبراير، وتتميز هذه الليالي ببرودتها الشديدة نهاراً ومساءً، واستمرار هطول أمطار لها إن أمطرت، وتشكل الندى فجراً، وخروج البخار من الفم، وسقوط أوراق الشجر وتنقسم على النحو الآتي:

1- الليالي البيض مدتها 20 يوماً يشتد فيها البرد وتكثر فيها العواصف “وتحس فيها بدخول فصل الشتاء الذي يباغتك برده في العظام وتنقسم هذه الليالي إلى:

* الكوالح مدتها 10 أيام وتبدأ صباح يوم 25 دجنبر وتنتهي يوم 3 يناير

* الطوالح مدتها 10 أيام وتبدأ من صباح يوم 4 يناير وتنتهي مساء يوم 13 يناير.

2- الليالي السود عافانا الله وإياكم من الأيام السود وقد سميت بهذا الاسم نظراً لأنها عادة ما تكون ليالي جامدة شديدة البرودة يقترب فيها الناس من مواقد النار وأجهزة التدفئة، وبالرغم من قوة الاسم إلا أن الناس تفائلوا بها خيراً ويردد كبار السن مطلع هذه الليالي “الليالي السود ايفتح فيها كل عود”، حيث تأخذ كل المزروعات أشكالها وتبرز ورودها وزهورها خلال هذه الفترة لكي تواصل نموها بقية فصل الشتاء وتنقسم إلى:

*الموالح ومدتها 10 ايام وتبدأ صباح يوم 14 يناير وتنتهي مساء يوم 23 يناير.

* الصوالح ومدتها 10 ايام وتبدأ صباح يوم 24 يناير وتنتهي مساء يوم 2 فبراير.

وبذلك يكون مجموع ليالي الشتاء البارده 40 ليلة، تليها عشر ليال يتقلب فيها الطقس فتارة تكون دافئة وتارة تكون باردة وتعرف هذه الليالي بإسم “العزازة”، ثم تتبعها ثلاث ليال شديدة البرودة تبدأ صباح يوم 12/2 وتنتهي مساء يوم 14 / 2 وتعرف بإسم قرة العنز….

وبالنظر لمكانة “الليالي” في متخيل المغاربة وحياتهم، فقد نسجت بشأنها أمثال عديدة، منها ”الليالي المسعودة تنزل الشتا بالليل والنهار مفقودة“، أي أن هطول المطر ليلا يسمح للفلاح بالعمل نهارا .

ثم “إيلى روات فالليالي عول على السمن بلقلالي”، ومعنى ذلك أن سقوط الأمطار بغزارة في هذه الفترة يسمح بتوفير العشب بكثافة في الحقول، وهو ما يمكن قطيع الأبقار من أكل وفير، يساهم في توفير الحليب ومشتقاته كالسمن الذي كان يوضع في القلة المصنوعة من الطين.

ثم “ما تفرح بالمعيز أو الخرفان حتى يخرج الليالي وحيان”، أي أن سلامة قطيع الغنم والماعز والبقر رهين بخروج البرد القارس الذي يطبع “الليالي”، حيث يتعين قبل ذلك العناية بالقطيع في الحظائر حتى تحل فترة الدفء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *