«تعترف منظمة التحرير بحق دولة إسرائـ.يل في العيش في سلام وأمن جديد، وتقبل المنظمة قراري مجلس الأمن،رقمي 242 و338». ياسر عرفات 

*جواد مكرم

مع عودة الصراع الفلسطيني/ الاسرئيلي الى واجهة إهتمام الشارع العربي تحديدًا، وفي ظل تهاتف نظام الحكم في الجزائر لتزعم القضية الفلسطينة، ظهرت أصوات قادمة من الجار الشرقي، تزور حقائق التاريخ كالعادة.

فكان أن زعم البعض، أن قضية إعتراف الزعيم الراحل ياسر عرفات  ب إسرائـ.يل، جاء من الرباط وليس من الجزائر.

و الحقيقة عكس ذلك تماما كما وضح المفكر المغربي إدريس الكنبوري، ردا على أحد المعلقين على منشور له ذي صلة بالموضوع.

يقول المفكر المغربي إدريس الكنبوري، «ردا على أحد المعلقين على منشوري الأخير أن قضية التراجع في الموضوع الفلسطيني بدأت في الرباط وليس في الجزائر؛ أحببت أن أرد بمنشور عام حتى تعم الفائدة».

وأضاف الكنبوري، «في قمة الرباط عام 1974 كان الأمر يتعلق بقمة عربية شاركت فيها عشرات الدول؛ وكان القرارجماعيا؛ بينما في مؤتمر منظمة التحرير في الجزائر عام 1988 كان القرار فرديا بين المنظمة والنظام الجزائري».

لماذا ؟ يوضح الكنبوري، «لأن الدول العربية نفسها فوجئت بقرار عرفات الانفرادي الاعتراف بإسرائ/يل.

لكن الذين لا يعرفون الحقائق لا بد أن نشرح لهم الوضع».

وتابع، «بعد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسر/ائيل تم طرد مصر من الجامعة العربية؛ وتم نقل مقر الجامعة الى تونس؛ وانتقلت منظمة التحرير أيضا إلى تونس».

وذكر الكنبوري، بأن «هذا الوضع نقل مركز الثقل من المشرق إلى المغرب؛ فصار هناك تنافس بين المغرب والجزائر وتونس على تزعم القضية الفلسطينية؛ لأن مصر كانت اللاعب الرئيسي».

وواصل شارحا، «فلما خرجت (مصر)، من الجامعة العربية صار هناك فراغ؛ وكان عرفات يريد بلدا بعيدا عن المحاور في المشرق فاختار تونس».

«لقد أصبحت تونس ذات أهمية؛ وصار بورقيبة زعيما عربيا بسبب احتضان مقر المنظمة وقادتها مثل أبو جهاد الذي قتل هناك». يقول الكنبوري.

وأشار في تدوينة له، إلى أن «النظام الجزائري الذي يعادي المغرب من ناحية ولا يريد أن تسرق منه تونس الأضواء أقنع عرفات بأن يعقد اجتماع المنظمة في الجزائر ويعلن منها قرارًا تاريخيًا يتحدث عنه العالم؛ فكان اعتراف المنظمة لأول مرة بإسرا/ئيل».

«فالقضية بدأت في الجزائر لا في الرباط» يقول إدريس الكنبوري.

*خطاب اعتراف منظمة التحرير ب إسرائـ.يل

أرسل الراحل ياسر عرفاترئيس منظمة التحرير الفلسطينيةخطابا الى إسحق رابين توقيع إتفاق أوسلو، يعترف في بإسرائيل وحقها في العيش في أمن وسلام، ويؤكد التزام منظمة التحرير بالعمل السلمي لحل الصراع بين الجانبين ونبذالإر.هاب، وإلزام جميع عناصر المنظمة بذلك.

نص الخطاب
من الرئيس ياسر عرفات،
إلى إسحق رابين رئيس وزراء إسرائـ.يل،
السيد رئيس الوزراء

إن التوقيع على إعلان المبادئ يرمز لعصر جديد في تاريخ الشرق الأوسط. ومن منطلق إيمان راسخ أحب أن أؤكد علىالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية الآتية:

1 – تعترف منظمة التحرير بحق دولة إسرائـ.يل في العيش في سلام وأمن جديد، وتقبل المنظمة قراري مجلس الأمن،رقمي 242 و338.

2 – إن المنظمة تلزم نفسها بعملية السلام في الشرق الأوسط وبالحل السلمي للصراع بين الجانبين، وتعلن أن كلالقضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة سوف يتم حلها من خلال المفاوضات.

3 – وتعتبر المنظمة أن التوقيع على إعلان المبادئ يشكل حدثاً تاريخياً ويفتتح حقبة جديدة من التعايش السلمي والاستقرار.. حقبة خالية من العنف.

وطبقاً لذلك فإن المنظمة تدين استخدام الار.هاب وأعمال العنف الأخرى، وسوف تأخذعلى عاتقها إلزام كل عناصر أفراد منظمة التحرير بذلك من أجل تأكيد التزامهم ومنع الانتهاكات وفرض الانضباط لمنع هذه الانتهاكات.

4 – وفي ضوء إيذان عصر جديد والتوقيع على إعلان المبادئ، وتأسيساً على القبول الفلسطيني بقراري مجلس الأمن242 و338، فإن منظمة التحرير تؤكد أن بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي تنكر حق إسرائـ.يل في الوجود وبنود الميثاق التي تتناقض مع الالتزامات الواردة في هذا الخطاب، أصبحت الآن غير ذات موضوع ولم تعد سارية المفعول، وبالتالي فإن منظمة التحرير تتعهد بأن تقدم إلى المجلس الوطني الفلسطيني موافقة رسمية بالتغييرات الضرورية فيما يتعلق بالميثاق الفلسطيني.

                            المخلص
                          ياسر عرفات
رئيس منظمة التحرير الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة  للوصول الى الوثيقة أنقر على كلمة رابط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *