شهدت العاصمة الليبية طرابلس اليوم الثلاثاء اشتباكات بين أقوى فصيلين من الفصائل المسلحة في البلاد مما تسبب في محاصرة المدنيين في منازلهم وأثار مخاوف من تفاقم أسوأ أعمال عنف تجري في طرابلس هذا العام.

ولم يتضح بعد عدد قتلى الاشتباكات لكن وحدة طبية مرتبطة بوزارة الدفاع قالت إنها نقلت 3 جثث من أحياء الفرناج وعين زارة وطريق الشوك.

وناشدت وزارة الصحة المواطنين التبرع بالدم لمساعدة المصابين. وقال أسامة علي وهو متحدث باسم خدمة الإسعاف إن 19 شخصا أصيبوا وتم إجلاء 26 أسرة من المناطق التي شهدت اشتباكات.

وقال صحافي من رويترز في طرابلس إن دخانا داكنا تصاعد فوق أجزاء من المدينة ودوت أصوات أسلحة ثقيلة في الشوارع. وأفاد سكان ووسائل إعلام محلية باندلاع القتال في مناطق مختلفة من العاصمة خلال اليوم.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا إلى الوقف الفوري لأعمال العنف.

ووضعت الاشتباكات بين اللواء 444 وقوة الردع الخاصة، اللتين دعمتا حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة خلال معارك قصيرة العام الماضي، نهاية للهدوء النسبي الذي دام شهورا في طرابلس.

ولم تنعم ليبيا إلا بقليل من السلام أو الأمن منذ انتفاضة 2011،التي دعمها حلف شمال الأطلسي، وانقسمت في 2014 بين فصائل متحاربة في الشرق والغرب.
وتوقف هجوم شنته قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) على طرابلس في الغرب عام 2020 مما أدى إلى وقف لإطلاق النار وضع حدا لأغلب المعارك الكبرى. وأبقت تركيا، التي دعمت حكومة طرابلس، على وجودها العسكري في ليبيا.

لكن ليس هناك تقدم يذكر صوب التوصل لحل سياسي دائم للصراع ولا تزال الفصائل المسلحة على الأرض التي اكتسبت صفة رسمية وحصلت على تمويل تتمتع بنفوذ واسع.

وفي العام الماضي، حاولت فصائل تدعم حكومة منافسة أعلنها برلمان الشرق الإطاحة برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مما أدى إلى اشتباكات عنيفة على مدار يوم في طرابلس. كما هزت معارك متفرقة في ذلك العام مدينة الزاوية غربي العاصمة.

وقال مصدر في اللواء 444 إن قوة الردع الخاصة، التي تسيطر على مطار معيتيقة بالعاصمة، ألقت القبض أمس الاثنين على قائد اللواء محمود حمزة أثناء محاولته السفر.

وفي الساعات التالية، احتشد الفصيلان حول العاصمة واندلع القتال في المساء.

وقوة الردع الخاصة هي أحد الفصائل المسلحة الرئيسية في طرابلس منذ سنوات، وتسيطر على منطقة معيتيقة والمنطقة الساحلية المحيطة بها بما في ذلك جزء من الطريق الرئيسي الذي يؤدي إلى الشرق.

ويسيطر اللواء 444 على قطاعات كبيرة من العاصمة ومناطق إلى الجنوب من طرابلس. ولعب حمزة، وهو ضابط سابق في قوة الردع الخاصة، دورا رئيسيا في التوسط لإنهاء التوتر بين فصائل مسلحة أخرى.

وقال شاهد من رويترز إن فصيلا آخر مهما في طرابلس، وهو جهاز دعم الاستقرار، نشر مقاتلين ومركبات في الشوارع في مناطق يسيطر عليها لكنه لم يشارك في الاشتباكات.

وقال أحد سكان منطقة طريق الشوك في جنوب طرابلس إنه سمع أصوات القتال عندما ذهب للنوم الساعة 1:30 بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي وسمعه بقوة أكبر عندما استيقظ في الساعة 7:30 صباحا.

وأضاف “نسمع إطلاق نار كثيفا منذ الصباح الباكر. تعيش عائلتي في منطقة خلة الفرجان على بعد حوالي سبعة كيلومترات وهي تسمع الاشتباكات أيضا”.

وقال سكان إن بعض المعارك اندلعت حول مطار معيتيقة واستمرت هناك حتى صباح اليوم الثلاثاء. وذكرت مصادر في شركات للطيران ومطار معيتيقة إن السلطات حولت مسار الرحلات من وإلى المطار إلى مدينة مصراتة الواقعة على بعد 180 كيلومترا شرقي طرابلس.

وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية بعد ظهر اليوم الثلاثاء إن “الوضع هدأ” في طرابلس ولا مشكلات فيما يتعلق بأمن القوات التركية. ويقول دبلوماسيون إن معيتيقة بها قوات عسكرية تركية.

وقال شاهد من رويترز إن صوت الاشتباكات أصبح مسموعا بوضوح بحلول بعد ظهر اليوم في بعض الأحياء وسط طرابلس التي كانت أكثر هدوءا خلال الليل وصباح اليوم مع سماع صوت انفجار قوي وتبادل لإطلاق النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *