لم يكن «قائد في سلا »، يعتقد في يوم من الايام أنه سينتهي عشية ترشحه لرتبة باشا في سلك السلطة، الى السجن المحلي ضاحية العاصمة الرباط، 

لقد كان أكثر المتشائمون بشأن مصيره المهني، يستبعدون اعتقاله ووزارة الداخلية تستعد لاطلاق حركة انتقالية جزئية في صفوف رجال السلطة، طبعها ترقية عدد من القياد والرؤساء الدوائر والباشوات الى درجات أعلى. 

لكن كما يقول المغاربة «الروح عزيزة عند الله»، إذ رغم محاولته التملص من تسببه في حادثة سير مميتة ذهب ضحيتها مواطن في مقتبل العمر يعمل نادلا في مقهى، ورفيق له أصيب بجروح حددت مدة العجز خلالها في 40 يوما، ستهتدي سلطات إنفاذ القانون إليه.

خروج قضية حادثة السير الى الصحافة، ونجاح الابحاث القضايية التي باشرتها المصالح الامنية تحت إشراف النيابة العامة في الوصول الى المشتبه به، جعلت القائد الممتاز المشتبه به وفق معطيات جريدة le12.ma، يتقدم من تلقاء نفسه الى الشرطة.

محاصرة القائد

كشفت الأبحاث الأمنية في حادثة السير، التي ارتكبها القائد الممتاز في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي بأحد الشوارع الرئيسية بسلا، أن المتهم كان يسوق سيارة الخدمة بسرعة، ما تسبب في الحادث المميت خلافا لما أدلى به من تصريحات بأن الأمر يتعلق بمحاولة لاعتراض سبيله.

وذكر المتهم، الذي حل طواعية أمام الضابطة القضائية بمصلحة حوادث السير بسلا، بعد 15 ساعة عن ارتكابه الحادث، أنه لم يكن يعلم أنه ارتكب حادثة سير إلا بعد أن اطلع على بعض تفاصيلها عبر وسائل الإعلام، إذ اعتقد أن الأمر يتعلق بمحاولة لاعتراض سبيله ورشقه بالحجارة، كما سبق له أن تعرض لها في 2019، وهو ما دفعه إلى مغادرة المكان دون توقف، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لم يتقدم بأي شكاية في الموضوع ولم يخبر رؤساءه في العمل بالواقعة، رغم تعرض سيارة الخدمة لأضرار، حسب المصدر نفسه.

تبرير الهروب 

وأكد الموقوف بأنه كان ينوي إصلاح سيارة الخدمة على نفقته الخاصة، كما أنه سلك الأمر نفسه بالنسبة لحادث 2019 بعدم الإخبار ما أفاد به القائد خلال الاستماع إليه، فندته الأبحاث التي أمرت بها النيابة العامة، سواء من خلال تفريغ شريط الحادثة الذي أظهر أنه كان يسير بسرعة وصدمه للضحيتين دون أن يتوقف لمعرفة ما مدى إصابتهما، وفقا لليومية.

لقد دفعت هذه الحيثيات، بنائب الوكيل العام لاستئنافية الرباط إلى إعطاء تعليمات بشأن وضع القائد الممتاز تحت الحراسة النظرية، مع إخضاعه لخبرة من قبل الطبيب الشرعي للتأكد من وجود مواد مخدرة في دم المشتبه فيه خلال ارتكابه لهذه الحادثة التي أودت بحياة شخص وإصابة مرافقه.

وأظهرت نتائج الخبرة والتحاليل التي أجريت على المشتبه فيه، نقلا عن مصادر يومية «الصباح»، وجود مواد مخدرة «مجرمة» بجسمه، وهو ما نفاه القائد بعد مواجهته بنتائج التحاليل، إذ أكد أنه كان يتناول في تلك الفترة بعض مسكنات الألم، التي يبدو أنها السبب في ظهور النتائج إيجابية، مفيدا أنه انقطع عن شرب الخمر منذ خمس سنوات.

التبريرات التي قدمها المتهم وفق ذات المصدر، لم تكن كافية أمام الأدلة المادية، ليقرر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بسلا بعد إحالة الملف عليه من قبل النيابة العامة باستئنافية الرباط للاختصاص، متابعته في حالة اعتقال وإحالته على جلسة المحاكمة.

محاكمة وتهم

انطلقت، الثلاثاء 8 غشت 2023، محاكمة قائد ممتاز في حالة اعتقال أمام غرفة الجنحي التلبسي بابتدائية سلا، بعد أن تابعه وكيل الملك بالمحكمة ذاتها، من أجل القتل والجرح غير العمديين الناتجين عن حادثة سير، المقترنين بظرفي السياقة تحت تأثير مواد مخدرة وعدم التوقف رغم العلم بارتكاب حادثة سير بغرض التملص من المسؤولية الجنائية والمدنية.

وأوردت يومية «الصباح»، في عددها الصادر ليوم الخميس 10 غشت 2023، أن النيابة العامة وجهت كذلك للمشتبه فيه تهم سياقة مركبة تتطلب سياقتها الحصول على رخصة السياقة دون التوفر عليها، وعدم القيام بالمناورات الواجبة للتحكم في السير لتفادي وقوع الحادث، وعدم التحكم في السرعة وملاءمتها مع الظروف الزمنية وظروف السير واستعمال المخدرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *