لم يدم على تثمين المغاربة القرار الملكي بترسيم السنة الأمازيغية سوى أسابيع، حتى إستنكر مدنيون، اقصاء معظم الكتب الأمازيغية من دعم وزارة الثقافة لسنة 2023، وهي الوزارة التي يوجد على رأسها الوزير “لمفشش”، البامي المهدي بنسعيد.

وقالت أربعة إطارات تشتغل على الكتاب الأمازيغي، في بيان لها توصلت جريدة le12.ma، بنسخة منه، “فوجئت الجمعيات الثقافية الأمازيغية الموقعة على هذا البيان بنتائج دعم الكتاب المعلن عنها مؤخرا والتي كانت صادمة ومخيبة للآمال”.

 وأكدت أن تلك النتائج، جاءت خلافا لما كان عليه الأمر في السنوات السابقة؛ وأنها تنم عن تراجعات خطيرة في الحقوق الثقافية الأمازيغية من قبل الوزارة الوصية في وقت ثمن فيه المغاربة القرار الملكي بترسيم السنة الأمازيغية“.

وأوضحت، أنه “من بين أكثر من 25 كتابا بالأمازيغية تم قبول أربعة منها فقط، وهذه الكتب الأربعة (اثنان منها للأطفال) تمثل نسبة 2،8 % من مجمل الكتب المدعومة وطنيا وهي 142 كتابا، وبنسبة 1،63 % من مبلغ الدعم المخصص للكتب المدعومة؛ كما تم حرمان إحدى المجلات الأمازيغية المعروفة في جهة سوس ماسة من الدعم “.

وأظهرت المؤشرات الأولية، يورد البيان، “أن الإقصاء كان بناء على معيار تقني غير إبداعي يرتبط بكتابة النص بحرف تيفيناغ، وهو معيار لم تشترطه الوزارة ضمن برنامجها في الدعم”.

وتابع البيان، “معايير اختيار الكتب المدعومة واضح ومتفق عليه مبدئيا في دفتر التحملات، وعلى رأسها جدة المضمون والأسلوب والبناء والصياغة واللغة والقيمة المضافة الخ… وليس من ضمنها حرف الكتابة”.

وأضافت”حتى لو افترضنا جدلا ان خط تيفيناغ قد اعتمد معيارا للاختيار، فإن هذا المعيار يقصي شريحة واسعة من القراء بسبب عدم تعميم الامازيغية في المؤسسات التعليمية وفي أغلب مناحي الحياة ببلدنا، فأغلب الكبار الذين تستهدفهم الأعمال الأدبية المقصية لم يتلقوا دروسا في تيفيناغ، بينما تلتزم تيرا رابطة للكتاب بالأمازيغية، في الاعمال الموجهة للأطفال، بالكتابة بتيفيناغ حصريا باعتباره الحرف الرسمي المعتمد في المدرسة”. 

وإذا صح ان هذا المعيار هو المعتمد في الإقصاء، تتساءل الإطارات الموقعة على البيان،” فلماذا لم  يتم الالتزام به من طرف لجنة الدعم، حيث تم إقصاء أربعة كتب مكتوبة كذلك بتيفيناغ لأن الشخص (أو الاشخاص) الذي انتقى الكتب المقبولة للدعم لم يكلف نفسه عناء تصفح كل محتويات الكتب المقدمة للدعم”.

ويعتقد أصحاب البيان، “أن، الاكتفاء بالاطلاع على الصفحات الاولى يتعارض مع مبادئ الاختيار المنصوص عليها في دفاتر التحملات، علما أن المشاريع المقدمة للدعم ضمنها روايات ومجاميع شعرية وقصصية ذات قيمة إبداعية كبيرة، لم يلتفت إليها على الإطلاق”.

وخلصت الجمعيات الموقعة، الى القول”إن حرمان الأمازيغية من الدعم بهذه الطريقة هو حرمان للأمازيغية من حقوقها المنصوص عليها دستوريا، وهو إجحاف في حق الأدب المغربي المكتوب بالأمازيغية، وتراجع عن المكتسبات السابقة بذرائع لا تلتزم بواقع الأمازيغية اليوم البعيد عن التعميم، وفي وقت تحتاج فيه الامازيغية إلى رعاية متميزة وخاصة”.

 

الجمعيات الموقعة:

– تيرا، رابطة الكتاب بالأمازيغية.

– كونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب  “تامونت ن إفوس”.

– جمعية إسني ن وورغ.

-مجلة نبض المجتمع ⴰⵏⵜⵜⴰⴳ ⵏ ⵡⴰⵎⵓⵏ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *