خسرت الوداد نهائي البطولة الافريقية للفرق البطلة بسذاجة، و يبدو أن المدرب الملتحق أخيرًا بالفريق، بعد ثلاثة مدربين تم فصلهم، لم يكن قادرًا على تدبير المباراة رغم تجربته الافريقية ولم تتوفر فيه الشجاعة المطلوبة للدفع باللاعبين نحو مرمى فريق الأهلي الذي لم يكن ذلك الأهلي الذي كان يصول ويجول في البطولة الافريقية فيما مضى.

وبهزيمة الوداد في النهائي تكون كرة القدم الوطنية، على مستوى الأندية، قد خرجت بخفي حنين هذه السنة، بعدما تأتى لاندية الوداد ونهضة بركان الفوز بالبطولتين الأفريقيتين في السنة الماضية ولعب مباراة السوبير هنا في المغرب. 

ويمكن القول أن فشل كل الوداد و الجيش والرجاء في الفوز في البطولات التي شاركت فيها منطقي، لأن أي متتبع للبطولة المغربية في السنة الجارية سيكتشف لا محالة أنها كانت هزيلة ولم تتأثر بإنجاز الفريق الوطني في مونديال قطر.

لا بل أن عددًا من الاندية عاشت تخبطًا غير عاد بسبب نمط التسيير، ومنها الوداد، أو تعرضت لتأثير سلبي جدًا لمحيطها.

وهذه مشكلة الرجاء الخطيرة على مستقبلها، أو افتقدت للخبرة والمدرب المجرب، كما هو الشأن بالنسبة لنادي الجيش العائد من فترة فراغ طويلة رغم توفره على أحسن اللاعبين في البطولة.

ويلاحظ أن فرقًا كالوداد والرجاء وغيرها قامت بانتدابات عشوائية مثلما اختارت المدربين بعشوائية.

وهو ما انعكس على رصيدها من اللاعبين القادرين على تمثيل الكرة المغربية أحسن تمثيل، وذلك بعد إصابتها بالعقم فيما يتعلق بتكوين اللاعبين الشباب.

والظاهر أن السماسرة باتوا، إلى جانب من يرتبطون بهم في مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الرياضية المتردية جدًا، يتحكمون في الانتدابات ومن يوجهون الجمهور.

إذ تجد الأندية نفسها متورطة في انتداب لاعبين غير قابلين حتى لملء كراسي الاحتياط وفي مشاكل مالية وغيرها تقيدها على المدى البعيد.

وهذه مشكلة لم تضع لها الجامعة حلا رغم إثارتها من طرفها في وقت سابق، والتلاعب بالبطائق في قطر، المعروض على القضاء حاليًا، امتداد لهذا الفساد الذي نشط بعض السماسرة في نشره.

و لعل ما هو أخطر من هذا الفساد وما من شأنه أن يخلق كوارث كبيرة هو هذا الاستغلال السياسي للكرة، إذ أننا لو أمعنا النظر، لاكتشفنا أننا بصدد تكرار سيناريو رأيناه في الجزائر وقاد الى التدهور الخطير لكرة القدم بهذا البلد الجار.

إننا إذ نعتز بما أنجزه فريقنا الوطني في قطر وبفوز الوداد ونهضة بركان بالبطولات الافريقية في السنة الماضية، وبالانجازات الرائعة للفريق الوطني لكرة الصالات و للفرق النسائية والسنية وقصار القامة والكرة السداسية ..، ونعتبرها إنجازات مقارنة مع الفراغ الذي مررنا به لمدة طويلة، فانه لا يجب أن يغري ذلك البعض بنشر الأوهام و التضخيم.

لأن مايزيد عن حده ينقلب الى ضده، و لا يجب أن يستغله هذا البعض استغلالا سيئًا من أجل اكتساب سلطة زائدة و خدمة مصالح خاصة بشكل غير مناسب وغير مقبول، حتى وان كان هذا البعض يقدم خدمات معتبرة للوطن في عدد من المحافل و نسانده على هذا المستوى بدون تحفظ، ولا يجب ان ندخل في عملية تأليه لهذا الشخص او ذاك، مهما كان حجم إنجازه، كي لا نسيء إليه وهو يقوم بواجبه في فترة زمنية محدودة بالضرورة.

إضافة الى ماسبق، يمكن القول أن شجرة واحدة لا يمكن أن تخفي غابة، ومن ينظر الى الرياضة الوطنية عموما سيكتشف أنها في وضع لا يمكن أن يكون مرضيا الا لقصيري النظر و قاصري العقول، و الألعاب الأولمبية المقبلة ستظهر الحقيقة. 

ذلك أنه باستثناء البطل البقالي، فإن ألعاب القوى المغربية التي شرفتنا لزمن طويل توجد في أسوأ حال و رئيس الجامعة لا يرى ذلك فيما يبدو ولا يرغب في تسليم الأمر لمن يعرف الميدان، وكرة المضرب التي كنا حاضرين في بطولاتها الكبرى بأبطال في مقدمة التصنيف العالمي أصبحت غائبة و لاحديث عن رياضات أخرى.

يقول المثل الشعبي: الزيادة من راس لحمق. و الحمق يحتاج الى العلاج.

*محمد نجيب كومينة: كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *